ما هي الاية التي قرأها سيدنا موسى لابطال السحر ما هي الآية التي تلتها النبي موسى ليدحض السحر؟
نص الآية الكريمة التي استشهد بها النبي موسى عليه السلام لإبطال فعل السحرة مأخوذ من قول الخالق عز وجل في سورة يونس ينص على أنه عندما بدأ السحرة بإلقاء ما لديهم من حيل، أكد موسى عليهم أن هذا السحر لن يستمر لأن الله تعالى سيجعله بلا قيمة ولا يحقق أهدافه، لأن عمل المشاغبين لا يجد فيه الله توفيقًا أو نجاحًا (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)..
ما معنى الاية التي قرأها سيدنا موسى لابطال السحر
فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ.
يتضح من التأويل للآية الكريمة التي تليت من قبل نبينا موسى لنقض السحر، أنه عندما ألقى السحرة أشياءهم المسحورة، على شكل حبال وعصي، أخبرهم سيدنا موسى بأن ما جاءوا به هو مجرد تلاعب سحري وأن الله عز وجل سيقضي على ما صنعوه. شدد سيدنا موسى على أن الله تعالى لن يترك أعمال الذين يسعون في الأرض بالفساد والمعاصي دون أن يحبطها ويفشل مخططاتهم لأن الله لا يصلح عمل المفسدين .
ما التفسير للآيات القرآنية التي تلى عليها نبي الله موسى لإبطال السحر؟
عندما قاموا بإلقاء ما لديهم، أعلن موسى بأن ما جلبتموه هو مجرد سحر، وسوف يقوم الله بإبطاله، فالله لا يجعل أفعال المفسدين ناجحة.
فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر
- يعبر تلاوة عبارة “السِّحْر” بصيغة المد والزيادة في اللفظ عن صورة الاستفسار الذي طرحه موسى على السحرة بخصوص طبيعة ما قدموه: هل هو فعلاً سحر أم شيء آخر. هذا الاستفسار يحمل في طياته التقريع، إذ كان السحرة على علم مسبق بأن ما يقومون به ليس إلا سحراً.
- تلخيص الفقرة التالية باللغة العربية: استخدم الكلمة (السِّحْرُ) من دون إطالة في النطق أو إضافة الهمزة، وهذه معلومة مأخوذة من نبينا موسى، حيث أفاد أن ما أحضره سحرة فرعون كان عبارة عن ألاعيب سحرية خادعة، وليس مثل ما أتى به نبينا موسى نفسه.
عندما قام السحرة بإلقاء حبالهم وعصيهم، مما تسبب في تخدير أبصار الحاضرين، عقّب موسى مخاطبًا السحرة بأن ما قدموه هو محض السحر، وما أتى به هو مختلف تمامًا عما يُطلق عليه اسم “السحر”.
سوف يُحبط الله سحركم وسيُفشل أعمالكم؛ كل ما كنتم تصنعون سيزول ويتلاشى. عندما رمى موسى عصاه، ابتلعت هذه العصا كل ما خلقوه من خدع، فاندحرت مكرهم وتلاشت كل ألاعيبهم. وكما أورد القرآن الكريم في سورة الأعراف: (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ).
إن الخالق لا يُقرّ عمل المخربين الذين يجتهدون على أرضه بما هو ممقوت له، ولن يُوفق الخالق عمل السحرة، فلا يكمله لهم ولا يجزيهم عنه. كل مخرب يأتي بعملٍ فاسدٍ، ينتهج المكر والدهاء، فإن عمله ذلك سيفشل ويتلاشى. ومهما يكن لهذا العمل من رواجٍ في حينٍ من الأحيان، ستحين لحظة يختفي ويتلاشى هذا العمل الفاسد. بخلاف عمل المصلحين الذي يستقيم به الخالق أعمالهم.
آيات إبطال السحر
لم ترد نصوص قرآنية محددة تتناول موضوع السحر بشكل مباشر، غير أن هنالك سلسلة من الآيات التي يمكنها أن تتصدى للسحر بإذن الله عز وجل، وآيات إبطال السحر هي وسائل يمن الله بها، إذ أن الشفاء يأتي من عنده سبحانه وتعالى وحده.
- سورة الفاتحة
- سورة الإخلاص والمعوذتين
- آية الكرسي
- ايات ختامية لسورة البقرة وما استطعنا من تلاوة أجزاء سورة البقرة.
- تلك الآيات التي تحدّثت عن التصدي للسحر التي وردت ضمن قصة سيدنا موسى عليه السلام.
- ايات تخص الشعوذة والسحر المذكورة في سور الأعراف، يونس، وطه من القرآن الكريم.
- قول الله تعالى سورة الأعراف: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ)
- وقول الله تعالى في سورة يونس: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)
- قول الله تعالى في سورة طه: (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى).
الوسائل الشرعية لابطال السحر
على المؤمن أن يحرص على الدعاء والتمسك بالرقية الشرعية لدفع الأذى الناجم عن السحر، ولتحصين نفسه من تأثيراته المستقبلية. وتتم الرقية الشرعية من خلال قراءة مجموعة من الآيات القرآنية؛ مثل أداء سورة الفاتحة وآية الكرسي، وأيضاً سور الكافرون، الإخلاص، الفلق، والناس، فضلاً عن إضافة آيات خاصة بالسحر تم الإشارة إليها في مواضع أخرى من القرآن الكريم.
تنقل الأحاديث الصحيحة أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعتمد الالتجاء إلى سورتي الفلق والناس للاحتماء من الشيطان ومكره. وقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم قراءة الفاتحة كعلاج روحاني. تساهم قراءة القرآن في إبطال تأثيرات السحر، ويمثل القرآن الكريم كنزاً للشفاء، ومن أبرز ما فيه لهذا الغرض سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، بالإضافة إلى الآيات التي تتحدث عن السحر والتي وردت في سور الأعراف ويونس وطه والشعراء، أو عن طريق تلاوة الرقية الشرعية المدونة لابن باز.
الرقية الشرعية لابطال السحر
استعمال الأدعية والتعوذات المأخوذة من الشريعة، وكذلك الرقى النافعة التي تحمي من الأضرار التي يمكن أن يتسبب بها السحر. إذ يشفي الله بهذه الرقى ويزيل أثر السحر. تتضمن الرقية الإسلامية تلاوة الصيغ المنصوص عليها كسورة الفاتحة، آية الكرسي، سورة الكافرون، سورة الإخلاص، المعوذتين، وكذلك آيات السحر المذكورة في سور الأعراف، يونس وطه.
سمح علماء الدين بتلاوة الأذكار والآيات القرآنية النافية للشر على الماء، ثم شربه أو الاغتسال به للاستفادة في التخلص من الأعمال السفلية وللتعرف على كيفية إلغاء أثر الطلاسم السحرية في المنزل كما بيّن ابن باز مع الأدعية الشريعية المنطوق بها. ونشدد مجدداً على أن هذه وسائل مباحة يجوز للمسلم اللجوء إليها، ولكن يجب أن يعلم بأن العافية والدواء ما هما إلا من الله وحده، وبأنه لا يصاب بضر أو ينال نفعاً إلا بأمر الله عز وجل. وأن الآيات القرآنية هي وسيلة وليست هي المعافية بذاتها.
