نظرية المعرفة عند الكندي, هل سمعت من قبل بنظرية المعرفة عند الكندي؟ إنها نظرية فلسفية مهمة تناقش المفهوم الذي نمتلكه للمعرفة وكيفية الحصول على المعرفة. فمن الأهمية بمكان أن نفهم ماذا تعني المعرفة وكيف نحققها؟ في مقال نظرية المعرفة عند الكندي على موقع حنكة، سنتحدث بشكل مفصل عن نظرية المعرفة عند الكندي وسنتعرف على مفاهيمها وأهميتها في علم الفلسفة. فلا تفوت هذه الفرصة لزيادة معرفتك وتعلُّم المزيد عن عالم الفلسفة.
طبيعة المعرفة في نظرية الكندي
نظرية المعرفة عند الكندي تعد من النظريات الفلسفية الرائدة في مج العلوم الإنسانية. وتعتبر محط الأنظار للعديد من الفلاسفة والباحثين والطلاب على مدار العالم، وذلك لما تمتاز به من قدرة على تقديم رؤى فلسفية جديدة ومنطلقات منطقية ذات أهمية كبيرة. وإذا ما نظرنا إلى طبيعة المعرفة في نظرية الكندي، فإننا سنجد أنها تعتمد بشكل رئيسي على الحس، والتجربة، والعقل، والقوة المتخيلة التي تتوسط بين هذه العناصر الأربعة. ويبرز في هذه النظرية دور الحواس في التعرف على الآثار، ودور العقل في التعرف على الأسباب، حيث يتم توظيف المعرفة الحسية والتجريبية للوصول إلى الحقيقة المعرفية.
وتتمثل طبيعة المعرفة في نظرية الكندي في الاهتمام بالابتساما الذي يحشد كل القوى التي تجعل المتعرف يصل إلى الحقيقة، حيث يعتبر الحس والتجربة والعقل والقوة المتخيلة أركان هذه الابتسام. ويؤكد الكندي على أن المعرفة هي النهج الذي يحقق التعرف على الحقيقة من خلال الابتسام الفلسفي الممارس للحواس والعقل، والذي يشير إلى أهمية التحليل والتقييم والمراجعة من خلال الحواس والعقل.
وسعى الكندي في نظريته لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه الإنسان في التعرف على الحقيقة، وتنتهي رؤية الكندي إلى تفهم أفضل للحقيقة المعرفية، بعيدا عن الالتزام بالأمور الدقيقة والتفصيلية، وذلك عن طريق الابتسام الفلسفي والتعرف على الجانب الحقيقي والروحي للحياة.
ومن خلال هذه النظرية يمكن القول بأنها تشير إلى أن العقل البشري فعال بشكل كامل في معرفته وفهمه لعلاقته بين الأشياء، حيث تظهر الأشياء كما هي بحقيقتها عندما توجه الحواس وتنتج المعرفة، وهذا يعني أنه يتم توظيف المعرفة الحسية والتجريبية للوصول إلى الحقيقة المعرفية، حيث تكفل الحواس بالتعرف على الأشياء كما هي، وتكفل العقل بالتفكير في الآسباب والتركيب الإنشائي للحقيقة.
الذات وأثرها في المعرفة
تستهدف نظرية المعرفة الكثير من الأسئلة المتعلقة بالتفكير والمعرفة وكيفية الوصول إلى المعرفة الصحيحة. تبحث هذه النظرية عن الحقيقة والقيمة الحقيقية للمعرفة الإنسانية. في هذا السياق، تفترض نظرية المعرفة أنَّ التفكير السليم يمكن أن يسمح لنا بالوصول إلى مستوى أعلى من المعرفة. ومن هذا المنطلق تتحدث النظرية عن أهمية الذات وأثرها في المعرفة. فالذات هي المركز الرئيسي للتفكير والقرارات، وهي التي تؤثر بشكل كبير على عملية التفكير، سواء كانت شخصية أو جماعية.
وتؤكد النظرية أنَّ الذات هي المصدر الرئيسي للمعرفة، فهي التي تستوعب المعلومات وتقوم بتحليلها وتفسيرها. لذلك فإنَّ الذات الصحية والمتوازنة تستطيع أن تقوم بوظيفتها بشكل أفضل، وتقوم بتحليل المعلومات بشكل أكثر دقة وصحة. ومن هذا المنطلق، فإنَّ نظرية المعرفة أوضحت أنَّ الذات هي العامل المؤثر في العملية الذهنية، وهي التي تؤثر على الاعتقادات والمفاهيم ومدى تحقيقها أو عدم تحقيقها.
وعلاوة على ذلك، فإنَّ الذات تلعب دورًا هامًا في القرارات واتخاذ الخيارات. فعندما تكون الذات قادرة على تحليل المعلومات بصورة سليمة وتقود بشكل صحيح، فإنَّها تتمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة القائمة على العوامل المنطقية والدلائل المتاحة. وهذا يؤدي إلى الوصول إلى مستوى عالٍ من المعرفة وتحقيق الأهداف.
بشكل عام، يمكن القول أنَّ نظرية المعرفة تتطرق إلى موضوع الذات وأثرها على المعرفة بصورة شاملة. فهي تبحث عن عملية التفكير والمعرفة وتحليل آلياتها. وتعترف النظرية بأنَّ الذات هي الأساس الرئيسي للتفكير واتخاذ القرارات، وأنَّها تلعب دوراً هامًا في عملية الحصول على المعرفة. لذلك فإنَّ المحافظة على صحة الذات وتحقيق التوازن والاستقرار يساعد في تحسين عملية الاستيعاب والتحليل والوصول إلى المعرفة الصحيحة.
أهمية المعرفة الحسية في بناء المعرفة
نظرية المعرفة عند الكندي هي دراسة فلسفية تناولت موضوع المعرفة من منظور فلسفي، وقد عالج فيها الكندي مصادر التوصل للمعرفة وأنواع المعرفة المختلفة. ومن الموضوعات التي تناولها الكندي في دراسته هي أهمية المعرفة الحسية في بناء المعرفة.
تؤكد النظرية الكندية على أن المعرفة الحسية تعد من أهم مصادر التوصل للمعرفة، حيث يستلهم الإنسان من خلالها خبرات جديدة تساعده على فهم العالم المحيط به. وبهذا الصدد، يرى الكندي أنه لا يمكن للإنسان أن يصل لأية معرفة بدون الحواس الخمسة المستندة على الإدراك الحسي، كما يرى أن التجربة الحسية تعد سبيلًا لاكتشاف الحقائق واكتساب الخبرات اللازمة.
وعلى الرغم من أن الكندي يعتبر المعرفة الحسية من أهم مصادر التوصل للمعرفة، إلا أنه لم يغفل أن ذلك لا يعني بأنها المصدر الوحيد للمعرفة. فبجانب المعرفة الحسية تعظم النظرية الكندية الدور الذي يلعبه العقل في بناء المعرفة، حيث يعد العقل مهمًا في استنتاج الحقائق وفهم العلاقات بينها.
يذكر الكندي أن الحواس الخمسة توفر بيانات ومعلومات محدودة، وأن العقل هو الذي يساعد على ربط هذه البيانات ببعضها البعض وصياغتها في شكل المعرفة، إذ يقوم العقل بتحليل المعلومات وتحويلها إلى مفاهيم وأفكار جديدة تساعد على فهم الحقائق بشكل أعمق وأدق.
وبذلك تتبوأ المعرفة الحسية مكانة مهمة في بناء المعرفة البشرية، حيث يمثل الحواس والإدراك الحسي بوابة لاكتشاف الحقائق واكتساب الخبرات التي تساعد الإنسان على فهم العالم المحيط به، ومن ثم التصرف بطريقة أفضل في المجتمع والحياة اليومية.
درجات المعرفة والوصول إلى المعرفة العقلية
يُعدّ الكندي من أبرز الفلاسفة العرب في التاريخ، وقد عنى بموضوع المعرفة بشكل كبير في كتاباته الفلسفية. حيث استعرض الكندي العديد من الجوانب المتعلقة بالمعرفة، وقد تم تمثيلها في عدة درجات. وفي هذا الصدد، يؤكد الكندي على أن الإنسان يستطيع الوصول إلى المعرفة الحسية والحقيقية باستخدام قوته الحسية وقوة عقله الباطنية. ففي تحديد درجات المعرفة، يمكن تطويرها واتساعها، حيث يتمثل ذلك في ما يتعلق بالتجربة والمنطق، وغيرها من المسارات التي تساعد الإنسان على الوصول إلى المعرفة الحقيقية.
علاوة على ذلك، يؤكد الكندي بأنّ الإنسان ليس محصورًا في درجات المعرفة الحسية والعقلية، بل يمكنّه أن يحقق إطار المعرفة الإلهية. فالإنسان قادر على استخدام قوة التفكير الباطنية والتغلّب على العديد من العوائق للوصول إلى الحقائق الإلهية. وتمثّل المعرفة الإلهية بتحقيق الإنسان الخلاص، حيث يمكن له أن يتصالح مع نفسه ومع الإله، ويحصل على السلام والرضى.
ومن الجدير بالذكر، بأنّ الكندي يؤكد على أن المعرفة العقلية تتطلب من الإنسان العمل الشاق والدراسة الدأب، حيث يجب عليه أن يتدرّب على الاستماع والتأمل. كما يجب عليه أن يقوم بتحليل العديد من الأشياء، والبحث والتحرّي عن كم هائل من الحقائق العلمية. ومن خلال هذا العمل الشاق والدراسة الدأب يمكن للإنسان الوصول إلى المعرفة النهائية، وهي المعرفة الإلهية.
إن موضوع المعرفة يشغل الكثير من الفلاسفة والمفكّرين على مرّ العصور. ومع ذلك، فإنّ الكندي يعدّ من أهم الفلاسفة الذين اهتمّوا بموضوع المعرفة، وحاولوا تحديد درجاتها ووصول الإنسان إليها. إنه يؤكد في مؤلفاته الفلسفية على أن الإنسان يمكنه التفكير والوصول إلى المعرفة حتى بعد الوصول إلى المعرفة الإلهية، حيث يمكنه أن يعيش حياة سعيدة وممتلئة بالمعرفة النقية. ولهذا السبب، يعتبر الكندي رائدًا في موضوع المعرفة، وربما يمكن اعتباره من أهمّ المفكّرين في تاريخ الفلسفة الإسلامية.
المعرفة الممكنة عند الكندي
يعد الفيلسوف الإسلامي الكندي أبو حيان الطوسي من الفلاسفة الذين تناولوا قضايا نظرية المعرفة من خلال دراستهم الفلسفية. علاوة على ذلك، فإن جون لوك لم يكن الفيلسوف الأول الذي تناول هذه الموضوعات الفلسفية. على العكس، إن استخدام مصطلح نظرية المعرفة يرجع إلى جون لوك في القرن السابع عشر، ومع ذلك، فإن المواضيع التي يتعرض لها هذا العرض الفلسفي قد تمت مناقشتها من قبل الفلاسفة السابقين له، سواء كانوا يونانيين أو إسلاميين أو مسيحيين.
تطرق أبو حيان الطوسي في رسائله الفلسفية لموضوعات مثل المعرفة الحسية والمعرفة التجريبية والمعرفة العقلية. تأتي إسهاماته في هذا المجال من خلال توفير تصوّر بين الحس والعقل كمصدرين رئيسيين للمعرفة. علاوة على ذلك، برز دور القوة المتخيلة بين القوة الحسية والقوة العقلية كوسيط في التحصيل المعرفي. فقد كان من المؤكد على أبو حيان الطوسي إلى أن المعرفة ممكنة، ليؤكد على هذه النقطة الفلسفية.
تناول أبو حيان الطوسي في مواضيعه الفلسفية العلاقة بين الإنسان والموضوع المعرف. فقد شدد بشكل خاص على أنه لا يمكن للإنسان أن يتحقق من المعرفة إلا من خلال وضع نفسه في حالة العلم. وقد طرح أيضًا نظريته المفادة بأن العلم هو نتيجة مبالغة الأدراك. ومن الجدير بالذكر أنه ربط بين هذه النظرية الفلسفية ونظريته حول جمع العلم، والتي يروج فيها إلى ضرورة جمع المعرفة من خلال التفاعل مع المؤثرات الخارجية.
أيد الكندي نظرية المعرفة، ورأى أن الانسان يستطيع الحصول على معرفة حقيقية أو ممكنة، وخلص إلى أن عملية اكتساب المعرفة تبرز القدرات المعرفية للإنسان، والتفكير الحسن، وبذل الجهد، فالمعرفة هي عملية ناتجة عن تفاعل المجتمع وحتى الحقائق الواضحة لنا اليوم كانت مستعصية وغائمة في الماضي، ولهذا يتطلع الكندي إلى أن تمكن الإنسان من الوصول إلى جميع الحقائق، ليتمكن من تحقيق الأهداف التي يسعى إليها.
خلال دراسته لنظرية المعرفة، لم يقتصر أبو حيان الطوسي على تحليل العلاقة بين الإنسان والمعرفة فحسب، بل ركّز كذلك على دور المجتمع في إثراء المعرفة. فقد توقف على أهمية جمع العلم، ليُفتح باب تبادل الأفكار والمعارف. فأثناء عملية جمع العلم يتمكن الإنسان من التعاون مع غيره في الوصول إلى النتائج المرجوة، وهو ما يمثل عملية التأثير المتبادل بين الثقافات المختلفة وازدهار الثقافة المحلية وتبادل الخبرات.
بالاعتماد على منهجياته الفلسفية، انتهج أبو حيان الطوسي نظرية المعرفة للتركيز على العلاقة بين الإنسان والمعرفة. وحصل على إسهامات كبيرة في مساعدة الإنسان على فهم طبيعة المعرفة وكيفية اكتسابها. بالرغم من أنه لا يزال هناك الكثير من الأسئلة والمشكلات المتعلقة بنظرية المعرفة، إلا أن قراءة أفكاره تضيف جوانب جديدة إلى الحوار الفلسفي الدائر في هذا الموضوع.
العلاقة بين المعرفة الحسية والعقلية
يشير الدراسات الفلسفية إلى أنّ هناك علاقة مترابطة بين المعرفة الحسية والمعرفة العقلية. فتقوم المعرفة الحسية على الاستنتاجات والتفاعلات الحسية والواقعة خارج الإنسان مثل الرؤية والسمع واللمس وغيرها، أما المعرفة العقلية فتركز على الاستنتاجات والتفاعلات الداخلية في عالم الإنسان. ولكن من المهم أن نفهم بأن المعرفة الحسية والعقلية لا تعملان بشكل مستقل، بل تتعاونان في إنتاج المعرفة وإثراءها.
وتبرهن الدراسات أيضًا على أن المعرفة الحسية تتأثر بكثير من العوامل المحيطة بها، بما في ذلك الثقافة والتربية والخبرات السابقة ومدى استخدام الإنسان للعقل في التفكير واستخلاص المعرفة. وعندما يتدخل العقل في فهم المعرفة يحدث تجريد لمعلوماتها ويتم تحويلها إلى معلومات أكثر دقة وتأمل.
فعلى سبيل المثال، الإنسان يعتمد في إنتاج المعرفة العقلية على الخبرات والمعلومات التي جمعها بواسطة المعرفة الحسية، فيستخلص المعرفة العقلية منها فهمًا أعمق وأشمل، ومن ثم يعتمد على المعرفة العقلية في تحقيق أهدافه وتفكيره النظري والعملي.
ومن الأمور المهمة التي تتبعها العلاقة بين المعرفة الحسية والعقلية هي الاهتمام بعلاقة الواقع والخيال. فليس من الممكن تحقيق المعرفة الكاملة دون إحباط الخيال، وذلك بسبب دور الواقع في الإثراء وتحقيق المعرفة العقلية. وبالمثل، فإن دور الخيال في تفتح العقل على إدراك العالم هو أمر مهم لإثراء المعرفة الحسية والعقلية. وهذا يدل على أهمية متوازنة بين الحس والعقل في تطوير المعرفة لدى الإنسان.
قدرة النفس على المعرفة
بدأ البحث في نظرية المعرفة منذ زمن بعيد، فقد تطرق الفلاسفة السابقين لجون لوك إلى مواضيع هذا المبحث الفلسفي، وتحدثوا عنها تحت عنوان الابستومولوجيا أو المعرفة. ومع ذلك، ظهرت هذه النظرية بشكل واضح على يد جون لوك الذي تحدث عن مواضيع تتعلق بالمعرفة الحسية والتجريبية والعقلية، وأثبت أن المعرفة ليست بالأمر الصعب والمستحيل.
وقد كان جون لوك موفقًا في وصف الإنسان بوصفه ذاتًا عارفة وعلاقته بالموضوع المعرف، حيث أكد أن المعرفة شيء ممكن يمكن أن يحصل عليه الإنسان. ومن خلال دور القوة المتخيلة التي تتوسط بين القوة الحسية والعقلية، وجد أن الحس والعقل هما المصادر الهامة للمعرفة.
تؤكد البحوث أن الإنسان يمتلك قدرة النفس على المعرفة، وهو ما يتفق مع النظرية التي طرحها جون لوك. فالنفس الإنسانية تحمل العديد من الصفات الفريدة والقدرات المتفردة، منها القدرة على تحصيل المعرفة والعلم، وهذا ما يجعل الإنسان فريدًا ومستمتعًا بالحياة.
لقد حقق جون لوك أهدافًا عديدة من خلال نظريته في المعرفة، حيث قدم فكرة واضحة ومفيدة عن العلاقة بين المعرفة والحقيقة والواقع. فلقد أثار هذا الموضوع أصواتًا مختلفة حول العالم، وأهمية الحفاظ على الحرية الفكرية لجميع الأفراد، من خلال السماح لهم بتطوير قدراتهم وتحصيل المعرفة والعلم.
يمكن القول إنَّ قدرة النفس على المعرفة هي قدرة أساسية للإنسان، وهي ما يسمح له بفهم وتحليل العالم من حوله. فالعقل هو الذي يحدد المصير والتطور، ويشكل قوة التغيير والإبداع بالنسبة للإنسان. ومع علم الآن أن الإنسان يمتلك قدرة النفس على المعرفة، يمكنه المضي قدمًا والبحث عن الحقيقة وتحصيل المزيد من المعرفة ليس فقط لنفسه ولكن للإسهام في تطوير ونهضة المجتمع.
بشكل عام، يمكن القول إنَّ نظرية المعرفة توضِّح أن العلم والمعرفة هما الطريقان لفهم الواقع والحقيقة. ومن خلال قدرة النفس على المعرفة والتعلم، يمكن للإنسان التفاعل مع الواقع وتحديد مصيره وعمله في الحياة.
مساهمة الكندي في الفلسفة الإسلامية
يعتبر الكندي أحد أهم الفلاسفة المسلمين، إذ برز بشكل كبير في مجالات عدة منها الفلك والفلسفة والكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات وعلم النفس والموسيقى والمنطق. ومن بين أهم إسهاماته في الفلسفة الإسلامية تعريف العرب والمسلمين بالفلسفة اليونانية القديمة، حيث قام بترجمة نصوص فيلسوفين يونانيين مهمين كأرسطو وأفلاطون، كما اشتهر بدوره المهم في نقد الفلسفة اليونانية وتحليل مواضيعها وتطبيقها على واقع الفكر الإسلامي.
ويعتبر الكندي من الفلاسفة الذين أنشأوا نظرية المعرفة، والتي تناولت مفهوم المعرفة وأسسها وحدودها وطرق الوصول إليها. وقد تكلم الكندي في رسائله الفلسفية عن مواضيع عديدة تتعلق بالمعرفة، وقد ركز بشكل كبير على الإنسان وعلاقته بالموضوع المعرفي، وحاول الكندي بشكل عام تجسيد دور الإنسان كمصدر للمعرفة، وأنه بالإمكان الوصول إلى المعرفة بالحس والعقل.
كان للكندي دور كبير في إدخال الأرقام الهندية إلى العالم الإسلامي والمسيحي، حيث ساهم في نشرها وتبنيها ضمن الثقافة الإسلامية، كما كان له دور مميز في تحليل الشفرات وإيجاد طرق جديدة لاختراقها باستخدام خبرته الرياضية والطبية. وقد أجرى الكندي أبحاث كثيرة في مجال الطب والنفس، إضافة إلى نظرياته الخاصة بالموسيقى وفترة رياضية.
ويشتهر الكندي باعتباره أول من أدخل كلمة “موسيقى” للغة العربية، وعمل الكندي أيضاً على وضع مقاييس تسمح للأطباء بقياس فاعلية الدواء، كما أنه أجرى بحوثاً حول استخدام الموسيقى كوسيلة من وسائل العلاج، وأطلق نظرياته الخاصة بهذا الموضوع. يمكن القول إن الكندي كان مبدعاً في مجالات عديدة، وحاول دائماً تقديم الإضافة والتحسين في مجالاته المختلفة، وأظهر إرثاً وفيراً في الفلسفة والعلوم، ووضح دور العرب والمسلمين في تطور وتأسيس بعض العلوم الآن.
يعقوب الكندي وسلم الموسيقى العربية
يعدّ يعقوب الكندي واحداً من أهم علماء الموسيقى والفلسفة في التراث الثقافي العربي، حيث كان له دور كبير في توثيق الموسيقى العربية ومعاصرتها.
ومن أبرز اهتمامات يعقوب الكندي كانت نظرياته في مجال المعرفة، حيث كان يعتبر أن تعلّم الموسيقى يعتمد بشكل كبير على العلم والمعرفة.
كما اهتم يعقوب الكندي بدراسة الرياضيات، ويعتبر من أهم من قاموا بتطوير الموسيقى العربية وربطها بالرياضيات.
ويعتبر يعقوب الكندي رائداً في تطوير نظرية الموسيقى العربية، حيث قام بتبسيط وشرح مبادئ الموسيقى العربية بهدف إيصالها للجمهور العريض.
كما ساهم يعقوب الكندي في إثراء معارض الموسيقى العربية عن طريق تأليف عدة كتب حول هذا الفن، والتي تعتبر مرجعاً هاماً لمن يريد دراسة الموسيقى العربية وفهمها بشكل أكبر.
ويعدّ يعقوب الكندي أيضاً من الأشخاص الذين ساهموا بتطوير نظرية الموسيقى الغربية، حيث عمل على توثيق العديد من المبادئ الفلسفية والنظرية للموسيقى الغربية، وربطها بنظريات الموسيقى العربية.
ويعقوب الكندي يعتبر رمزاً ثقافياً عالمياً، حيث ترك إرثاً كبيراً في مجال الموسيقى والفلسفة، وله الفضل الكبير في تطوير الموسيقى العربية وجعلها أكثر قرباً للجمهور العريض.
مجالات اهتمام الكندي كعالم وفيلسوف
أحد أهم العلماء والفلاسفة في التراث الإسلامي هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي. تميّز الكندي بمساهماته الهامة في مختلف المجالات العلمية، حيث كان له اهتمام كبير بالفلك والفيزياء والكيمياء والطب والفلسفة وعلم النفس وعلم الكلام. كما كان للكندي دور رئيسي في نقل الأعمال والمعارف الفلسفية والعلمية من الحضارة الإغريقية القديمة إلى الحضارة الإسلامية، ولهذا يُعتبر أحد الشخصيات الأكثر تأثيرًا في الحضارة الإسلامية.
تعد فلسفة الميتافيزيقا وعلم النفس من المجالات التي اهتم بها الكندي كفيلسوف. وكان له أعمال مهمة في هذين المجالين، حيث أنه أول فيلسوف مُعترف به في التراث العربي. لقد قدم الكندي نظريات فلسفية مُتميزة حول الميتافيزيقا، والتي تتعلق بمفهوم الوجود والأساس والواقع. ولقد قدّم الكندي أيضًا مفاهيم مميزة حول علم النفس، وقد وحد علم النفس بين العقل والجسد والروح والأخلاق، معتبرًا أن النفس التي تملك العقل هي التي تستطيع تحقيق الانجازات العلمية والإنسانية.
عمل الكندي مع مجموعة من المترجمين الذين نقلوا إلى العربية أعمال وعلماء اليونان في العلوم والرياضيات. وقد كان لهذا دور كبير في توسيع دائرة العلم في الحضارة الإسلامية ونقل المعرفة من الحضارات الأخرى.وكان للكندي تأثيرًا كبيرًا في الفلسفة العربية، وقد تمنّى الفلاسفة العرب الآخرون أن يتبعوا خطى الكندي في فلسفته الفريدة لتوصيل الفلسفة الحديثة في الحضارة الإسلامية.
ترك الكندي إرثًا عظيمًا في مجال الفلسفة، حيث نظرته لها كانت مُميزة وتعتبر أحد أهم العلامات في الفلسفة الإسلامية. كان الكندي يعتبر أن الفلسفة هي وسيلة لاستكشاف الحقائق، وأن الفهم العميق لهذه الحقائق يمكن أن يوصل الشخص للحقيقة النهائية والاكتشافات العلمية الجديدة. كما أن الكندي يؤمن بتحديد أهمية مفهوم الاستنتاج العقلي والتفكير النقدي والعلمي معًا لتحقيق الحقيقة في الفلسفة.
