التعلم

مفهوم السرقة العلمية | اشكالة وصورة وطرق الوقاية منه

مفهوم السرقة العلمية,

مفهوم السرقة العلمية هو موضوع مهم وحساس في عالم البحث العلمي والأكاديمي. لا يختلف اثنان على أن البحث العلمي هو الذي يمهد الطريق لتحقيق الإنجازات التقنية والطبية التي نستفيد منها يوميًا. ولكن، بينما يعمل العلماء بشكل جاد وملتزم لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه البشرية، هناك بعض الأفراد الذين يلجأون إلى الغش والتزوير للحصول على نتائج البحوث والتجارب. في هذا المقال، سوف نتعرف على مفهوم السرقة العلمية على موقع حنكة، ونلقي الضوء على أسبابها وتأثيراتها السلبية على المجتمع العلمي.

مفهوم السرقة العلمية

تعد السرقة العلمية هي نسخ كلمات أو بيانات شخص آخر دون تحديد المصدر الذي استعان به الباحث، وهي جريمة تُحاسب عليها حتى وإن لم يكن الباحث قصدها. وتشمل السرقة العلمية كل شكل من أشكال النقل غير القانوني في الأبحاث العلمية والمنشورات والرسائل العلمية ماجستير ودكتوراه. وتعد هذه الظاهرة شائعة بين الطلاب الجامعيين والمقبلين على التخرج. وتتضمن المسميات المستخدمة للسرقة العلمية: الانتحال الأكاديمي، والانتحال العلمي، والسطو العلمي، والانتهاكات العلمية. ومن أهم أسباب السرقة العلمية: قصر الوقت لإنجاز البحث، وضعف الخبرة المتاحة للباحث، وعدم القدرة على الوصول إلى المصادر الأصلية. وتتسبب السرقة العلمية في تشويه سمعة الباحث وتأثيرها على العلم والمجتمع بشكل عام.

مسميات السرقة العلمية

تمتاز السرقة العلمية بأنها تشمل مجموعة من المسميات المختلفة، فالبعض يطلق عليها اسم الانتحال العلمي، بينما يستخدم آخرون مصطلح الانسخة الشبه علمية أو ما يعرف بالـ Plagiarism، بالإضافة إلى مصطلح الاقتباس المعدل أو المقلد. ورغم اختلاف هذه المصطلحات إلا أن معنى كل منها يتعلق بنسخ والتلاعب في أعمال أو أفكار المؤلفين الأصليين، دون الإشارة إليهم بالطريقة الصحيحة. ومن المهم التأكيد على انتشار هذه الظاهرة بين الطلاب والباحثين، وتحذيرهم من أن القيام بالسرقة العلمية يمكن أن يؤدي إلى حرمانهم من حقهم في البحث والتطوير الأكاديمي.

الأمور المسببة للوقوع في تهمة السرقة العلمية

تعرف السرقة العلمية بأنها حفظ ونشر الأفكار والآراء التي ليس للشخص حقها فيها، ويوجد الكثير من الأمور التي تسبب وقوع الأشخاص في تهمة السرقة العلمية، مثل قلة الوعي بقوانين النشر العلمي، وعدم الاستشهاد بالمصادر الصحيحة، وتجاهل ملكية الأفكار. أيضاً، يمكن أن تحدث السرقة العلمية بسبب عدم القدرة على إيجاد الأفكار الجديدة، أو بسبب الضغط النفسي والوقت المحدود لإنجاز البحث، الأمر الذي يدفع البعض للسرقة العلمية. من الجدير بالذكر أن السرقة العلمية تؤثر على جودة البحث، وتشوه سمعة الباحثين والمؤسسات العلمية، وبالتالي تؤدي إلى تقليل التمويلات، وتعطيل البحث العلمي، مما يؤثر على التقدم والتطور العلمي والتكنولوجي.

Advertisements

حجج ومبررات من يقوم بالسرقة العلمية

يقوم بعض الأفراد بالسرقة العلمية بسبب عدم القدرة على توليد أفكار جديدة وإبداعية، وتملك الرغبة في الظهور بمقال أو بحث يجعلهم يلفتون الانتباه ويحققون الاعتراف العلمي. ومن أبرز الحجج والمبررات التي يستخدمها البعض للسرقة العلمية، هو ضغط الوقت وتعدد المهام، حيث يقومون بنسخ أجزاء من بحوث سابقة، دون الإشارة إلى مصدرها، معتبرين بأنهم لم يتمكنوا من إكمال بحثهم في الوقت المحدد. كما يقوم البعض بالسرقة العلمية بسبب المنافسة المحتدمة في مجال البحوث والنشر العلمي، ويريدون الوصول إلى النتائج بأسرع وقت ليتفوقوا على غيرهم، مهما كان الثمن. ولكن يجب أن يتذكر الباحثون بأن السرقة العلمية لا تصنع النجاح الحقيقي، وإنما يعتمد على الإبداع الحقيقي والجهد المكثف في البحث العلمي.

أشكال وصور السرقة العلمية

تتعدد أشكال وصور السرقة العلمية، ومنها الاقتباس الغير مصرح به، حيث ينسب الشخص أفكار الآخرين إلى نفسه دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي. ومنها النسخ واللصق، حيث يقوم الشخص بنسخ مواد من مصادر مختلفة دون التدقيق في المعلومات أو تعديلها. ومنها انتحال الشخصية، حيث ينسب الشخص أعمال وإنجازات الآخرين إلى نفسه. ومنها شراء الأعمال المنشورة بدون التأكد من حصول المؤلف على الإذن اللازم، وإعادة نشرها دون التعديل أو الإشارة إلى المصدر الأصلي. ويتعين على الأفراد والمؤسسات العلمية توخي الدقة والحذر عند التعامل مع هذه الأشكال والصور من أجل حفظ مصداقية البحث العلمي، والوصول إلى نتائج موثوقة تعمل على تطوير المجتمع والعلم بشكل دائم.

السرقة العلمية كجريمة يُحاسب عليها

تُحاسِب السرقة العلمية بمثابة جريمة خطيرة، حيث يصبح المُسَرِّب مُتسببًا بإفساد مُسار البحث العلمي والتنمية المستدامة للمجتمعات. ويعرف النهج العلمي بالتعاون والتبادل والإشارة إلى المصادر بدقة وصدق، فيحرص العلماء والطلاب على تحديد المصادر التي استخدموها في مقالاتهم وأبحاثهم، خصوصاً في عالم البحوث العلمية، ويكون عدم الاستشهاد بالمصادر أمراً يسيء إلى سمعة المؤلف الحقيقي ويفتح الباب للتلاعب وإِخْفاء حقيقة العمل العلمي. وعليه يحذر المجتمع العلمي حول السرقة العلمية، وتُحاسِب المشاركين فيها بالطرق القانونية، وتستخدم الأدوات والوسائل المتاحة للحفاظ على نزاهة العلم والبحوث، وتجري التحقيقات اللازمة لمكافحة السرقة العلمية بكل أشكالها.

الأساليب الفعّالة لمكافحة السرقة العلمية

يتبنى المجتمع العلمي العديد من الأساليب الفعّالة لمكافحة السرقة العلمية، من أجل الحفاظ على نزاهة البحث العلمي. فمن بين هذه الأساليب هي اتباع المناهج العلمية والدقيقة وتوثيق كل ما يتعلق بالمراجع والمصادر، وفتح النقاش حول المصادر المستخدمة والأفكار المقتبسة، وتبني سياسات صارمة لمكافحة السرقة العلمية وتطبيقها على نحو يلائم معايير النزاهة الأكاديمية. كما يتم الاستفادة من البرامج الحاسوبية الحديثة التي تعمل على كشف السرقة العلمية وعرض الاختلافات بين المصادر المعتمدة والنتائج المتحصل عليها، والترويج للوعي العام بأهمية النزاهة الأكاديمية، وتشجيع القراءة والتحقق من المصادر، والتحذير من القيام بالسرقة العلمية، والعمل على تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع الأكاديمي والعلمي.

Advertisements

أسباب ودوافع السرقة العلمية

تعدّ الإنترنت وتدني المهارات البحثية وغياب الوازع الأخلاقي والديني والرادع القانوني ومشكلة ضيق الوقت وفطرة الإنسان المحبة للسهل وتفضيل الوصول إلى الترقيات على التعلّم وعدم التعامل بجدية مع البحث العلمي كلها أسباب ودوافع السرقة العلمية. يلجأ الأفراد والباحثون إلى سرقة المعلومات وانتحال مؤلفات الآخرين من أبحاث ومقالات ومحاضرات ودراسات؛ ليقدّمونها على أنّها نتاجهم الفكري. لكنّ السرقة العلمية جريمة بغض النظر عن تعمّد الباحث فعلها أم لا. يجب تحديد المصدر الذي استعان به الباحث في الحصول على تلك البيانات أو المعلومات، ومحاصرة تلك الأسباب وتقليصها حتى نتمكّن من وضع حلول مناسبة لمواجهتها والقضاء عليها.

الأنواع الشائعة للسرقة العلمية

تعد السرقة العلمية مشكلة كبيرة في البيئة الأكاديمية، ويوجد العديد من الأنواع المختلفة لهذه السرقة. من بين هذه الأنواع، نجد سرقة المصادر والأفكار التي يعتمد عليها الباحثون في عملهم، وهي واحدة من أشهر أنواع السرقة العلمية. وتشمل أيضًا سرقة المواد المكتوبة والبيانات الإحصائية أو التجارب المخبرية. كما يوجد أيضًا سرقة الفكرة الأساسية للدراسة أو موضوع البحث، وتقوم هذه الأنواع بضرب مباشر لمصداقية وجدوى البحوث الأصلية، وتعرقل العملية العلمية بشكل كبير. لذلك يجب الحرص على تجنب السرقة العلمية وتجنيب استخدام أعمال الآخرين دون الرجوع إليهم والحصول على الموافقة المسبقة لذلك.

تداعيات السرقة العلمية على العلم والمجتمع

تعتبر السرقة العلمية من المشكلات الأكاديمية الخطيرة التي قد تؤدي إلى نهاية المسيرة العلمية للباحث أو الطالب. فهذه السرقة تتعارض مع الهدف الأساسي للبحث والذي يتمثل في إثراء المجال العلمي بالمعارف الجديدة، والارتقاء بالمجتمعات والأفراد. فالباحث الذي يسرق الأفكار العلمية للآخرين لا يقدم أي جديد ولا تطور للعلم، بل يقوم بتكرار ما هو موجود بالفعل وغالباً بدون توثيق. هذا بالإضافة إلى أن تلك السرقة تنتهك حقوق المؤلفين والمالكين الفكريين لتلك الأعمال. بالتالي، فإن تأثير السرقة العلمية قد يشمل بشكل سلبي العلم بشكل عام والمجتمع، مما يتسبب في خسارة مزايا عديدة كالابتكار والتطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي. لذلك، يجب محاربة السرقة العلمية وتوعية الطلاب والباحثين عن أخلاقيات البحث العلمي وأهمية الالتزام بمعايير الأمانة العلمية.

Advertisements
السابق
النشيد الوطني الجزائري
التالي
الأكاديمية البحرية الملكية | فرص عمل متاحه