ما هي اللغة التركمانية؟ هذا هو سؤال يطرحه الكثيرون وخاصةً عند الحديث عن اللغات الشرقية والتي تمتد عبر منطقة آسيا وأوروبا. تعتبر اللغة التركمانية إحدى اللغات الرسمية في تركمانستان، ولها أيضًا شهرة واسعة في العديد من دول آسيا الوسطى والشرق الأوسط. في مقال ما هي اللغة التركمانية؟ على موقع حنكة، سنتعرف على بعض الأساسيات حول اللغة التركمانية وتاريخها وأيضًا على بعض الروابط الثقافية بينها واللغات الأخرى في المنطقة.
تاريخ اللغة التركمانية
تعتبر اللغة التركمانية فرعًا من فروع شجرة اللغات التركية الألطية. تم استخدام الحروف العربية في كتابة اللغة التركمانية قبل عام 1946، ولكن تم استبدالها بالحروف اللاتينية. في عام 1991، بعد الاستقلال من الاتحاد السوفيتي، تم إعادة استخدام الحروف اللاتينية. تشبه اللغة التركمانية إلى حد كبير اللغة التركية واللغات الألطية الأخرى. يعتبر اللغة التركمانية اللغة الرسمية في جمهورية التركمانستان، حيث تتحدثها الأغلبية العرقية في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر اللغة التركمانية من أهم اللغات في أوساط الشركات والأعمال التجارية في البلاد.
المواقع الجغرافية لمتحدثي اللغة التركمانية
تنتشر اللغة التركمانية في مناطق مختلفة من العالم، حيث تعتبر لغة رسمية في جمهورية تركمانستان التي تقع في وسط آسيا، وتتحدث بها أيضًا بعض الأقليات في أفغانستان وإيران وتركيا وأذربيجان والعراق وسوريا وباكستان وكازاخستان. تستخدم الحروف اللاتينية في كتابة اللغة التركمانية في جمهورية تركمانستان، بينما يستخدم الحروف العربية لكتابتها في باقي المناطق التي تتحدث بها. ويشار إلى أن اللغة التركمانية مشابهة إلى حدٍ كبير للغة التركية، وهي تنتمي إلى فرع شجرة اللغات التركية الألطية.
العائلة اللغوية للغة التركمانية
العائلة اللغوية للغة التركمانية تشابه إلى حد كبير مع اللغة التركية واللغات الألطية الأخرى. تنتمي اللغة التركمانية إلى فرع من شجرة اللغات، وتشترك بعض الكلمات والألفاظ بينها وبين اللغات الأخرى في الفرع، مثل الأناضولية والإسطنبولية. يمكن العثور على هذه اللغات في مناطق واسعة من بلدان مثل تركيا وتركمانستان. كانت اللغة التركمانية تُكتب أولاً بالحروف العربية قبل أن تستبدل بالحروف اللاتينية إلى غاية 1946 عندما قامت الحكومة السوفياتية بتغييرها إلى الحروف الروسية الكرييلية. ثم بعد الاستقلال سنة 1991، أعادت الحكومة الحروف اللاتينية.
الخصائص اللغوية للغة التركمانية
يتميز اللغة التركمانية بعدة خصائص لغوية. تنتمي اللغة التركمانية إلى فرع اللغات التركية وتشبه إلى حد كبير اللغات الألطية الأخرى. كانت تكتب اللغة التركمانية بالحروف العربية في الماضي قبل أن تستبدل بالحروف اللاتينية ثم بعد الاستقلال سنة 1991 وحتى يومنا هذا. تتميز اللغة التركمانية بوجود العديد من الأحرف المميزة التي لا توجد في اللغات الألطية الأخرى، مثل الحرفين “Ş” و “ç”. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر اللغة التركمانية من اللغات الغنية بأسلوب الكلمات المفردة حيث تحوي عدداً كبيراً من الكلمات التي لا تتكون من أي مقطع معنوي وتعبر عن معاني واسعة.
عدد متحدثي اللغة التركمانية في العالم
تُعد اللغة التركمانية إحدى اللغات الألطية، وتُستخدم كلغة رسمية في جمهورية تركمانستان. يتحدث عدد كبير من الناس اللغة التركمانية في جميع أنحاء العالم، وفي السنوات الأخيرة، شهدت اللغة زيادة في شعبيتها. بالنسبة لعدد المتحدثين باللغة التركمانية، فقد تم تقديره عن طريق العديد من المؤشرات الأكاديمية والحكومية، ويعتقد أن عدد متحدثي اللغة يصل إلى حوالي 5- 6 ملايين شخص حول العالم.
تُستخدم اللغة التركمانية بشكل واسع في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية. كما يتم تدريسها كلغة ثانية أو أجنبية في بعض الدول حول العالم، مما يشير إلى الاهتمام المتزايد بها. ومن الملاحظ أن نسبة كبيرة من المهاجرين التركمان يتحدثون اللغة التركمانية، وهناك مجتمعات تركمانية كبيرة في البلدان الأوروبية ودول منطقة الخليج.
أهمية اللغة التركمانية في الثقافة التركمانية
تعتبر اللغة التركمانية أحد أهم عناصر الثقافة التركمانية، إذ تمثل هوية شعب تركمانستان وتحمل تراثهم الثقافي. تعد اللغة التركمانية من اللغات التركية وتتشابه إلى حد كبير مع اللغات الألطية الأخرى. تعتبر اللغة الرسمية في تركمانستان وتعتبر أيضًا لغة معتمدة في دول مجاورة مثل أفغانستان وأوزبكستان وإيران. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي اللغة التركمانية على الكثير من الأدب والشعر الذي يعبر عن تاريخ الشعب التركماني وثقافته. تهدف الحكومة التركمانية إلى الحفاظ على تراثها اللغوي من خلال تطوير وتعزيز اللغة التركمانية وتشجيع الناس على استخدامها كلغة رسمية وشفوية.
الأدب اللغوي التركماني
الأدب اللغوي التركماني له تاريخ طويل يعود إلى العصور الوسطى، ويتميز بشدة العواطف والمشاعر. كما يتميز بحبه للأغاني والقصص التي تتناول شخصيات الأبطال والبراءة. يعبر هذا الأدب عن الموسيقى الشعبية والتراثية التي قد تم الحفاظ عليها لآلاف السنين في الثقافة التركمانية. ينقسم الأدب التركماني في تركمانستان إلى أنواع مختلفة بما في ذلك الشعر والقصص والروايات. وشكلت هذه الأدبيات مظاهر مختلفة من الثقافة التركمانية.
تشتهر السيرة النبوية من حيث الشعرية بين الناس التركمان، خصوصًا التي لها علاقة بموضوعات التعاون والتضامن. كما تُعتبر الملحمات النضالية وقصائد الانتصار والمناجاة من الأدب التركماني. ويتناول الأدب التركماني أيضًا المواضيع الاجتماعية والسياسية والثقافية المتعلقة بتركمانستان والشعب التركماني. أصبح الأدب التركماني الآن جزءًا من الهوية الثقافية التركمانية والتي تحاول الحفاظ على تراثها وتاريخها الغني.
اللهجات المختلفة للغة التركمانية
يوجد العديد من اللهجات المختلفة في اللغة التركمانية. هذه اللهجات تختلف عن بعضها البعض في النطق والمفردات والعبارات. وتعد اللهجة الشمالية الغربية هي الأكثر شيوعًا، وتُستخدم في العاصمة آشغاباد. ومن بين اللهجات الأخرى المشهورة، لهجة الأناضولية التي تُستخدم في شمال وشرق تركمانستان، ولهجة الإسطنبولية التي تُستخدم في جنوب تركمانستان وجنوب قزاخستان.
تتميز اللهجات المختلفة بطريقة نطقها وبعض المفردات التي تختلف عن بعضها البعض. فعلى سبيل المثال، تختلف لهجة الشمال الشرقي عن لهجة الجنوب الشرقي في طريقة نطق الحروف والعبارات. وتستخدم لهجة الأناضولية في المناطق الشمالية والشرقية، وتمتلك مفردات وعبارات خاصة بها، بينما تعد لهجة الإسطنبولية هي الأكثر انتشارًا في المناطق الجنوبية. وفي النهاية، فإن اللهجات المختلفة للغة التركمانية تختلف في النطق والمفردات والعبارات، وتعكس تنوع الثقافة والتاريخ في تركمانستان.
تطور اللغة التركمانية عبر الزمن
تطورت اللغة التركمانية عبر الزمن، حيث كانت تكتب بالحروف العربية في بداية القرن العشرين قبل الانتقال إلى الحروف اللاتينية في العقد السادس من القرن نفسه. كما تم تعريف اللغة التركمانية على أنها فرع من شجرة اللغات التركية وتشبه إلى حد كبير اللغة التركية واللغات الألطية الأخرى مثل الأناضولية والإسطنبولية. ومنذ الاستقلال في عام 1991، أعيد استخدام الحروف اللاتينية في اللغة التركمانية لكونها تتمتع بمزايا التكنولوجيا الحديثة والاحتفاظ بالتراث الثقافي للمجتمع التركماني. علاوة على ذلك، فإن للغة التركمانية دور تاريخي هام في العراق القديم وهي تمثل أوسع نافذة تاريخية تطل على العالم. ويعتبر تراث التركمان الحضاري في العراق جزءًا من التاريخ المشترك للشعبين التركماني والعراقي.
