ماذا يطلق على المكان الذي يسكنه البدو, عندما نفكر في البدو، نتخيل أشخاصًا يعيشون في الصحراء وينتقلون من مكان لآخر بحثًا عن الطعام والماء. ولكن، هل سبق لك أن تساءلت عن المكان الذي يسكنه البدو؟ هذا المكان يحمل اسمًا خاصًا يعطي صفة لأسلوب حياتهم الفريد. في مقال ماذا يطلق على المكان الذي يسكنه البدو على موقع حنكة ، سنتحدث عن ماذا يطلق على المكان الذي يسكنه البدو.
البدو: من هم وما هي نشأتهم؟
يعتبر البدو من الجماعات العربية الأصيلة التي تعيش في بادية العرب، وهي الصحراء الشاسعة التي تمتد على مساحات واسعة في بلاد العرب والشرق الأوسط. يتميز البدو بطريقة حياة مختلفة عن باقي الشعوب، إذ يعتمدون على الرعي والمواشي والتجارة ويربون الأغنام، ويعيشون في بيوت الشعر أو الخيام ويتنقلون فيها من مكان لآخر طلباً للأعلاف والمياه.
تعود نشأة البدو إلى العصور القديمة، حيث كانت الصحراء بمثابة البيت الوحيد للعرب. ولما كانت الحياة صعبة في الصحراء، فقد تعلم البدو الصبر والإحتمال، وتعلموا كيفية البحث عن المياه والغذاء، وكانت رحلاتهم في الصحراء تدعو إلى التحدي والشجاعة، حيث كانوا يواجهون الصعاب ويتجاوزونها من خلال استخدام خبراتهم المتراثية.
تعتبر البدو من الجماعات العريقة التي أثرت في الثقافة العربية والإسلامية، حيث شارك البدو بشكل فعال في نشر الدين الإسلامي والإسهام في إقامة الدول الإسلامية في العصور الوسطى، وعرف البدو بقيمة الضيافة والمروءة والشجاعة، واعتبر الشعر لغة البدو من أهم عناصر الثقافة العربية.
يعد البدو جزءًا من التراث العربي العريق، ومن المهم الحفاظ على هذا التراث وتسليط الضوء على طريقة حياة البدو وبيئتهم وثقافتهم وأعرافهم، وإظهار أهمية هذا الجزء الأساسي من الثقافة العربية والإسلامية لجيل الشباب والأجيال اللاحقة ليبقى عراقةه وتميزه.
تعريف المكان الذي يسكنه البدو
تير الدلائل إلى أن البدو هم الأشخاص الذين يعيشون بين البادية والصحراء، وهم يعتبرون من الشعوب المتنقلة التي تسكن بيوت الشعر والخيام. كما أن البدو يمارسون نمط حياة الرعي والماشية، ويتنقلون من مكان لآخر بحثًا عن المياه والغذاء.
يعد المكان الذي يسكنه البدو بمثابة بيئة صعبة وجافة، وهي محاطة بالصحارى الممتدة على مساحات شاسعة. وتتعرض الأسر البدوية في هذه الإقامة للعديد من المشكلات، مثل توفير المياه والغذاء، وجعل الأماكن المثالية للنوم والمرافق الأساسية.
تتشارك الأسر البدوية غالبًا في نمط الحياة التقليدي، حيث يعمل الرجال على إدارة الأغنام والماشية، في حين يعمل النساء على تربية الأطفال وإعداد الطعام وتناول الشاي مع الضيوف. كما يُمكن تمييز البدو بترحابهم بالجميع، وقدرتهم على العيش على نحو مستقل عن مقتنيات التكنولوجية.
بالإضافة إلى ذلك، يعد المنزل التقليدي للبدو “بيت الشعر” هو النوع الأكثر شيوعًا، ويتميز بأنه مصنوع من الخفاف، الذي يعطى الجدران قوة إضافية، بينما يستخدم الفراء المنسوج والأغطية الجميلة لمساعدة الأسر على الاستمتاع بالدفئ في الشتاء. ويعتبر البيت الشعر مكانًا متنقلاً بالطبع، ويسهل نقله من مكان إلى آخر بحثًا عن الأغذية.
حياة البدو في المكان الذي يسكنون فيه
يُطلق على المكان الذي يسكنه البدو بيوت الشعر،ي تُعدّ البيت الساسيَّ لحياة هؤلاء الناس. تستخدم بيوت الشعر مواد بسيطة مثل الصوف فيبنائها، وتتكون من قطعٍ من القماش المنسوج تُغطِّى بطبقاتٍ من الشمع والزيت لتقوية الرابط بين القماش والتراب. تُعد بيوت الشعر مرنة وغير صعبة التوجيه، مما يسمح للبدو بنقلها من مكان لآخر بسهولة، وهو ما يتيح لهم الترحال بحثًا عن مواقع جديدة للرعي والماء.
تسعى حياة البدو إلى التأقلم مع ظروف الصحراء وبيئتها الجافة التي تتسم بدرجات حرارة مرتفعة وندرة الماء. تقوم القبائل بتربية المواشي، التي تمثل مصدر رزقهم الأساسيَّ، بالإضافة إلى استخدام بعض النباتات الطبيعية في علاج الحالات الصحية. ويعمل الرجال غالبًا على جلب المؤن من المدن القريبة، كما يتمتَّعون بمهارات استخدام الأسلحة النارية والأسلحة التقليدية في الصيد والدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم.
تعد حياة البدو في المكان الذي يسكنون فيه مترامية الأطراف وجوهًا تختلف من منطقةٍ لأخرى. فالتركيز على الرعي، والتجارة، والثقافات المحلية تختلف وفقًا لتفاصيل البيئة المحيطة، ممَّا يؤدي إلى تنوعٍ حيوي في طريقة العيش بين القبائل البدوية المختلفة. ويتأقلم البدو مع هذه البيئة المتقلبة بعيدًا عن أي مصادر تكنولوجية، بل استخدامهم للموارد الطبيعية ليس فقط شرطًا للبقاء على قيد الحياة بل أسلوب حياتهم الرئيسيَّ.
طريقة تعيش البدو في بيوت الشعر
البدو من الشعوب الترحالية، يعيشون في المدن الصحراوية أو في الصحراء الواسعة، وهم يستخدمون بيت الشعر كمسكن لهم، ومقراً لأنشطتهم اليومية. يتميز بيت الشعر بالمرونة والخفة والاعتمادية، وفي بعض الأحيان يمكن طيه وتحمّله ونقله بسهولة في تحركات البدو خلال رحلاتهم.
بيت الشعر يتم تصنيعه من الشعر المعزّى الأسود أو من شعر المعزّى و وبر الجمال معًا، مع إضافة العديد من المواد الأخرى الضرورية للبناء مثل الخشب والشجيرات. وتتميز تقنية النسيج الخاصة بصنع بيوت الشعر بالدقة والثباتية والتي تجعل الطقس البارد يُشعر بالدفء والراحة.
عند تركيب بيت الشعر، يتم دائمًا اختيار المواقع المبنية على بعد كيلومترات من بعضها البعض وعند الآبار، حيث يكون هناك مصدر للماء والطعام لأنها حيوية جدًا. ويتميز بيت الشعر بالتهوية الجيدة و الإضاءة الطبيعية المتوفرة نهارًا.
صباغة بيوت الشعر بالألوان المختلفة تعتبر إحدى المهارات الفنية التي تأتي بالتقاليد البدوية، وتعد هذه الألوان وسيلة لإضفاء الجمال على البنية الخارجية للمسكن.كما أنها تشكّل عنصرًا مهمًا في بناء العلاقات الاجتماعية بين المجتمعات المجاورة.
انخفاض كلفة بناء بيت الشعر، إلى جانب سهولة الحركة والترحال، جعل منه مسكناً شائعاً بين البدو. لذلك، يعد بيت الشعر الخيار الأمثل لنمط الحياة البدوية التي تعتمد على الرحلة المستمرة في الصحراء، حيث يوفر الراحة والحماية والأمان لعائلات البدو.
دور الرعي في حياة البدو
تُعتبر البدو شعوبًا نشأت في البيئات الصحراوية والجبلية، وتتميز حياتهم الاجتماعية بالتنقل المستمر للبحث عن المياه والعشب الذي يُستخدم في إطعام الماشية. يعمل البدو في عادتهم على الرعي بشكل أساسي، ويتنقلون في البادية الواسعة بهدف الحفاظ على قطعانهم وتوفير الطعام لأفراد القبيلة. لهذا، يعتبر الرعي دورًا حيويًا في حياة البدو ويساعد على بناء جزء كبير من ثقافتهم وتقاليدهم، لا سيما في المناطق الصحراوية.
يقوم البدو في تربيتهم للمواشي، سواء الإبل أو الأغنام، على تقسيم المنطقة المحيطة بهم إلى مساحات صغيرة يمكن السيطرة عليها، وهذا يكون عادة في شكل حصون. تستخدم هذه الحصون لفصل الحيوانات عن بعضها البعض، ولتخزين الأغذية والمعدات والمستلزمات الأساسية. كما يقوم البدو بتنظيم جدول إطعام الماشية بشكل يومي، حسب الحاجة والوضع الراهن، مما يؤدي إلى تنظيم حياة البدو وتحسين نوعية الطعام المتاح لهم.
يعتبر الرعي أيضًا وسيلة لتربية أجيال البدو على قيم الشجاعة والمروءة والمسؤولية، حيث تُعتبر رعاية الحيوانات بمثابة تحدي لأفراد القبيلة، وهم دائمًا ما يسعون لتعليم تلك القيم لأجيالهم الصغيرة. قد تبدو حياة البدو لبعض الأشخاص جدية وقاسية، ولكن في الحقيقة فإنهم يحرصون على بناء أسر وتعزيز الروابط العائلية، ويحرصون كذلك على الاحتفاء بالمناسبات السعيدة والأعياد الدينية.
في النهاية، يمكن القول بأن الرعي يُعَدُّ جزءًا لا يتجزأ من ثقافة البدو، ويتعاملون معه بحرية ومرونة، مما يسمح لهم بممارسة نمط حياتهم التقليدي على أفضل وجه وبهدوء وسلام. ويضيف دور الرعي للحياة اليومية للبدو جانبًا كبيرًا من التحدي واللهو، إذ يقضون ساعات متتالية يهتمون خلالها بقطعانهم، ويتنقلون مع الطبيعة بكل ما فيها من تنوع وجمال.
البدو والتجارة القديمة
البدو هم السكان الذين يعيشون في البادية ولا يستقرون في مكان واحد، فهم يتحركون مع ماشيتهم ويبحثون عن المساحات الخضراء للرعي. وبينما يعدّ الرعي هو النشاط الأساسي للبدو، يشتهرون أيضاً بالتجارة القديمة التي كانت تمت إما عن طريق الحمل أو الصحراء، أو عن طريق السفر بالقوارب عبر المحيطات.
تعتبر التجارة بالإبل هي المصدر الرئيسي للدخل لدى البدو، حيث يبيعون الإبل ويشترون السلع الضرورية من الأسواق المجاورة. ولقد كانت التجارة بالإبل تجربة تشوق الكثيرون، فهي تتيح لهم فرصة للتعرف على ثقافات وشعوب جديدة.
تعد الكرفانات الصحراوية والممرات التجارية قديمة العهد من العوامل المهمة التي يمكن أن توفر العديد من المعلومات عن تفاعلات الثقافات المختلفة، وتعد طريقة هامة لتحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبدو.
يقوم البدو بالتجارة بالسلع الأساسية والمواد الزراعية، وفي الأشهر الأكثر حرارة يمكن أن يشتروا الملابس والأغطية الخفيفة الواقية من الشمس والغبار. تعتبر التجارة التي يمارسها البدو بأبسط السلع تحتاج إلى مزيد من الحكمة والإدارة الجيدة للموارد الطبيعية، ليكوّن النظام الاقتصادي الذي يمكن أن يناسب حياة البدو.
يمتلك البدو ملابسهم التقليدية الخاصة، وعاداتهم الاجتماعية المميزة التي تعكس تفاصيل حياتهم الشخصية والعائلية، وتعدد طرق الحياة في البادية يؤكد على ضرورة الحفاظ على مجموعةٍ واسعة من المؤهلات والتقنيات المفيدة، لكي يكون للبدو فرصاً أكبر في التواصل مع أفكار وتقاليد وممارسات الناس في دول مختلفة.
على الرغم من أن بعض البدو خرجوا من البادية وتحولوا إلى معيشة حضرية، بقي العديد على قيد الحياة في موطنهم الأصلي، مما أدى إلى بعض التحديات في الحفاظ على الوعي الثقافي والاجتماعي، ولذلك يجب عليهم الحفاظ على روابطهم التاريخية وسويعاتهم التقليدية والتجارة المعتادة لمواكبة التطور في الحياة اليومية والعالم الاقتصادي.
يعد البدو وطريقة حياتهم وممارساتهم وثقافتهم وسائط متاحة لمن يريد البحث والاكتشاف في عالم مجهول بعيد، وهذا يفسر تجارة البدو القديمة على مر العصور، وهو يؤكد على الرابطة المهمة بين العمل الاقتصادي والحفاظ على الثقافات والموروثات التاريخية.
الاختلافات في طرق الحياة لدى البدو تعكس نشأتهم في الصحراء وحياتهم التي لا يغيرونها، ويتميزون بطريقة حياة ونظام اقتصادي أساسه الرعي. لقد تأقلموا في ظل ظروف الطبيعية الصعبة لقرون عديدة، ولم يتغير نمط حياتهم بشكل كبير على الرغم من التغيرات التي حدثت في العالم. يعمل البدو على الحفاظ على ممارساتهم التقليدية ونمط حياتهم وهو الشيء الذي يجعلهم واحداً من أكثر الشعوب السكانية الأصيلة الباقية في العالم.
توزيع البدو في مناطق مختلفة
يُعدُّ البدو من الثقافات المهمّة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهم يعيشون في مناطق بِعِيدة عن المدن الكبرى والخدمات العامّة، ويتميّزون بطريقة حياتهم التقليدية التي ترتكز على الانتقال بين المناطق والحصول على الأموال من الرعي والحرف اليدوية. يُطلق على موطن البدو اسم البادية، وهي المنطقة التي يستقرون فيها لفترات من الزمن لمزيد من الاستقرار قبل الانتقال لمنطقة جديدة.
تتوزع الباديات المختلفة عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتضم السعودية، الأردن، سوريا، مصر، ليبيا و الجزائر، بالإضافة إلى دول أخرى، حيث تمثّل ثلث سكان المنطقة. تختلف المناطق التي يتواجد البدو فيها، فهم يعيشون في مناطق جبلية وصحاري وبعض الأراضي الخصبة. وبالرغم من أنّ بعض البدو قد استقروا في المدن، فإن الأغلبية العظمى ما تزال تحافظ على طريقة الحياة الخاصّة بها في البادية.
يتواجد البدو في مناطق مختلفة حول العالم، حيث يمكن العثور عليهم في مناطق متنوّعة مثل إفريقيا وجنوب آسيا وأمريكا الشمالية. ويمكن أن يتواجد البدو في المناطق المؤقتة خلال فصل الشتاء أو الصيف، أو يمكن العثور عليهم تجوب البلاد في الصحاري أو المناطق الجبلية. وتختلف تلك المجتمعات من حيث الثقافة والمعتقدات والنشاطات، ولكن يبقى التنقل والحصول على الأموال من رعي الغنم وتربيتها هما العنصرين المشتركين لدى جميع المجتمعات البدوية.
يؤثر العولمة والحداثة على حياة البدو بطريقة مباشرة، فهم يواجهون نقصًا في الموارد الطبيعية وانعدامًا لبعض التقاليد الثقافية القديمة التي تضمنت نظام الاستقرار في المناطق الصحراوية. ويتفاعل البعض مع تلك التغيّرات حيث يتطلعون لتحسين معيشتهم من خلال تقنين الإجراءات التجارية، والبعض الآخر يحافظ على طريقتهم التقليدية في الحياة. وبالرغم من تحديات العولمة، فإن الأغلبية العظمى من البدو ما زالت تحافظ على طريقة حياتها الأصليّة في البادية.
يستمرّ الاهتمام بثقافة البدو وأسلوب حياتهم في العالم المعاصر، حيث يساعد ذلك على فهم التاريخ والإرث الوطني لتلك المجتمعات. وفي الوقت نفسه، تواجه تلك المجتمعات تحديات عدة تتمثل في السياسات الحكومية وظروف الجفاف وضغوط المجتمعات المحيطة، الأمر الذي يتطلب من الحكومات والمنظمات الدولية أن تعمل على مساعدة تلك المجتمعات على الحفاظ على ثقافتها وطريقة حياتها المستدامة في البادية.
مصطلحات تستخدم لوصف المكان الذي يسكنه البدو
تعتبر البدوية من الثقافات التي تميز العالم العربي وهي تمتلك الكثير من المفردات التي تصف المكان الذي يسكنه البدو.
يستخدم المصطلح “الخيمة” لوصف المسكن الذي يستخدمه البدو، حيث تتكون الخيمة في معظم الأحيان من قطع من القماش المتشابكة والأعواد والمواد المتاحة في المكان. يعتبر المؤخرة من الخيمة هي المكان الذي يتم النوم فيه، وبإضافة بضعة أعواد وقماش، يمكن تغيير موقع الخيمة.
يعتمد البدو في المسكن على الموارد المتوفرة في المكان، ويستخدم الماء في بناء الخيمة وأيضا في تثبيت الركائز التي تحمل الخيمة. وتعتبر الأجزاء الجانبية من الخيمة هي المكان الذي يتم فيه تخزين الأغراض الشخصية.
تعتبر “الحظيرة” من المصطلحات الشائعة التي تصف المكان الذي يسكنه البدو، حيث يتم فيها تخزين المواد الثقيلة والأغنام للحفاظ عليها من الظروف المناخية الصعبة. يعتمد المصطلح على مجموعة من الأعواد المثبتة والأقمشة المتشابكة التي تغطي المساحة الكبيرة في الحظيرة.
يستخدم المصطلح “المنزل الكبير” لوصف المسكن الكبير الحجم الذي يتكون من عدة أجزاء مثل غرف النوم والصالات وغرف الطعام والمطابخ. وتستخدم هذه المنازل في بعض الأحيان كنقطة تجمع لعائلة البدو.
تستخدم “القصبة” في بعض الأحيان لوصف المكان الذي يسكنه البدو، حيث يتم استخدام القصب في بناء المباني المتوسطة الحجم والمكونة من قطع الخيزران المربوطة ببعضها البعض. وتستخدم القصبة عادةً في الأماكن التي تكثر فيها الأمطار.
تعتبر “البيت العريق” من المصطلحات التي توصف المكان الذي يسكنه البدو، حيث يتم تصميم هذا النوع من المنازل بطريقة تمكنه من مقاومة الظروف المناخية. ويتم بناء هذا النوع من المنازل على الأرضيات المرتفعة ويستخدم فيها عادةً الطين وخشب الأرز في البناء.
يطلق المصطلح “الأكواخ” على المساكن الصغيرة التي يستخدمها البدو في الأماكن التي لا تستخدم فيها الخيام. ويتم في بعض الأحيان وضع الأكواخ بجوار بعضها لتشكيل مجموعة من المساكن.
بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام “الكرفان” في بعض الأحيان لوصف المنازل المتنقلة التي يستخدمها البعض للسفر والتنقل. وعادة ما يكون مرتبطا بسيارة أو شاحنة ويتكون من مجموعة من الغرف والأجزاء المختلفة.
التنقل من مكان لآخر في البداوة
يعتبر التنقل من مكان لآخر من أهم العوامل التي تميز حياة البدو، فهم يعيشون حياةً مترحّلة ومن دون ملك لأرضٍ محدّدة. تتميّز البداوة بالتنقّل والترحال بحثًا عن المراعي والمياه. وفي أغلب الأحيان، يقوم البدو بالتنقل على ظهر الإبل، التي تعتبر الحيوان الرئيسي الذي يستخدمهم في التنقّل وفي الرّحلات الطويلة.
ويمتلك البدو مهارات تُمكّنهم من البقاء على قيد الحياة في الصحراء والبادية، فهم يعرفون كيفية تحديد الاتجاهات وقراءة المناظر الطبيعية، وغالبًا ما يستخدمون النجوم لتحديد الاتجاهات وتحديد المواقع الجغرافية. ومن أجل ضمان بقاء البدو في الصحراء، يحتاجون إلى جدول زمني واضح، بحيث يتم استغلال أوقات النهار والليل وتخصيصها لإنجاز المهام والأعمال اللازمة.
كما أن التنقل في الصحراء قد يتطلّب قراءة الأحوال الجوية، فتنبؤات العواصف الرملية والهباء الجاف هي جزء أساسي من البقاء في الصحراء. ويهدف البدو إلى تحريك مخيماتهم بحيث يحافظون على توازن الطبيعة، لمنح المراعي والحشائش راحةً من الرعي المستمر.
وبالإضافة إلى التنقل بحثًا عن الأكل والماء، يمكن أن يتحوّل التنقل إلى رحلاتٍ التجارية، يتجه فيها البدو نحو المدن، حيث يجدون أسواقًا تجارية يمكنهم التبضع فيها، وحيث يستطيعون بيع منتجاتهم مثل الأغنام، الأبقار والإبل، فضلاً عن المواد العفنة.
ومع انفتاح الثقافات وتطوّر التكنولوجيا، صارت الرحلات الكاملة باتجاه المدن الكبيرة شائعةً بشكلٍ أكبر، ويتم الآن الاعتماد على السيارات والشاحنات لتحمّل الأثاث والأدوات الثقيلة واللوازم الأساسية. ولكن مهارات البدو وقدرتهم على البقاء في الصحراء والمشي لمسافات طويلة على الأقدام لا تزال أساسيةً للبقاء واستكشاف الأراضي الوعرة.
ويمكن القول إن التنقل في البداوة يشكّل موروثًا حضاريًّا يمتد لآلاف السنين، ولعلّ هذا يشير إلى القدرة على البقاء على قيد الحياة في ظروفٍ قاسية، والتأ adaptability وليتكاملوا مع بيئة الرمال والجفاف والصعوبات.
البدو ونمط الحياة التقليدي في المكان الذي يسكنون فيه
تتميز حياة البدو ونمط الحياة التقليدي التي يعيشونها بالتنقل من مكان لآخر بحثا عن الكلأ والماء، حيث يعيشون في الطبيعة بشكل متنقل. يتنقل البدو بمواكب تتألف من رعاة المواشي وأسرتهم وأغنامهم وقطعان الجمال التي تصطحب كل بعير مهماته الخاصة، وتعتبر الحيوانات المستخدمة في النقل والعمل في الحقول والرعي هي أوسط بين الثقافات البدوية المختلفة.
البدو يعيشون في بيوت الشعر، وهي بيوت مصنوعة من الصوف والشعر، وتعتبر هذه البيوت هي التي تتناسب مع النمط الحياتي البدوي، حيث تكون سهلة التركيب والإزالة وسهلة التنقل مع الرحلة.
يتغذى البدو على الأغذية التي تترافق مع نمط حياتهم التقليدي، وهي الأطعمة البسيطة والتي تتكون من الحليب والجبن ولحوم المواشي، والأرز، بالإضافة إلى بعض البراعم والنباتات البرية. يعتبر الفول والعدس والحمص من المواد الأساسية في طهي الأطعمة في البادية.
يحرص البدو على تقديم الضيافة لكل من يأتي إلى مخيماتهم، ويعتبر هذا الأسلوب جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الضيافة العربية التي تعود إلى قرونٍ سابقة، وتعزز هذه الثقافة علاقاتهم الاجتماعية والعائلية المترابطة.
يعتمد نمط حياة البدو على الرعي، ولذلك يبدأ اليوم البدوي بالصلاة والخروج إلى رحلة الرعي في الصباح المبكر، ويقضي الأطفال والنساء البدويين يومهم في صنع الملابس وأكياس الشاي الخاصة بهم.
تعتبر البادية المكان الذي يسكن فيه البدو، والتي يغطي نصف القارة العربية، وهي تتراوح من جنوب شرق ليبيا في شمال أفريقيا، إلى جنوب الأردن وأجزاء من الأراضي السورية والعراقية. وتتميز البادية بمناخها الساحلي الذي يتكون من طبقاتٍ من الصخور والخفاف الصوفي. وتتحدث اللهجة العربية الأصيلة في البادية، وتتميز بعراقتها وزخرفتها.
عندما تنتهي فصول الرعي، يعود البدو إلى قراهم، ويستقر القوم في مفارقات الطرق والحواضر والمدن الجوارية، حيث يبيعون منتجاتهم الطبيعية ويشترون ما يحتاجون عليه من السلع. ويعتبر هذا هو الفصل الرابع في حياة البدو، حيث يستمتعون بفصل الشيخوخة وإعداد البيوت الشعرية لقدوم فصل الشتاء.
يتميز البدو بنمطٍ حياتيٍ بسيطٍ ويعيشوا بشكل متوازنٍ مع الطبيعة ولا يقدمون على الاعتماد على التكنولوجيا والأشياء المادية، حيث ينطلقون من فلسفة حياة بسيطة ومستوحاة من أساليب الحياة القديمة، ويحرصون على الاحتفاظ بثقافتهم وعاداتهم التي استمرت لسنوات عديدة داخل المجتمع.
