فريدريك تايلور (مفكر أمريكي), نحن فخورون اليوم أن نتحدث عن الفكر العميق لأحد أشهر المفكرين الأمريكيين، فريدريك تايلور. يعد تايلور واحداً من أهم الشخصيات التي عملت على فهم الإنسان والحضارة الغربية في القرن العشرين، وكان له دور كبير في نشر الخطاب العلمي بين الجماهير. سنلقي الضوء في مقال فريدريك تايلور (مفكر أمريكي) على موقع حنكة على بعض نتائج أعماله وآرائه المثيرة للاهتمام.
سيرة حياة فريدريك تايلور
فريدريك وينسلو تايلور هو مهندس ميكانيك أمريكي وُلِدَ في 20 مارس 1856 في فيلادلفيا، وتوفي في 21 مارس 1915 في نفس المدينة. كان تايلور يسعى جاهدًا لتحسين الكفاءة الصناعية، ويعتبر أباً لعلم الإدارة. عمل تايلور في إحدى مصانع الحديد في ولاية پنسلڤانيا مهندساً، وعمل على تجربة ما يسمى “الحركة والزمن” لتحقيق زيادة في الإنتاجية، وقد نشر تجاربه في كتابه “مبادئ الإدارة العلمية” عام 191.
تأثير فريدريك تايلور في الهندسة الصناعية
تعد تأثيرات فريدريك تايلور في مجال الهندسة الصناعية بارزة جداً، حيث أثر نظامه في الإدارة العلمية الصناعية في تحسين كفاءة العمل واستخدام الموارد المتاحة بشكل فعال ومنتج. كما عمل تايلور على تعزيز المفاهيم الأساسية في الهندسة الصناعية مثل تحليل الحركة والزمن، وهو من الركائز الأساسية في صناعة الإنتاج. وبالإضافة إلى ذلك، وضع تايلور أسساً لتطوير أنظمة الإنتاج وعمليات التفتيش والتحكم في الجودة، وبذلك كان نهج.
إسهامات فريدريك تايلور في تطوير الإدارة العلمية
تعد إسهامات فريدريك تايلور في تطوير الإدارة العلمية من الأمور المهمة التي لا يمكن إغفالها، فقد سعى تايلور جاهداً لتحسين الكفاءة الصناعية والإدارية، ووضع نظرياته ومبادئه العلمية المتعلقة بإدارة المؤسسات والشركات، ما أدى في النهاية إلى ولادة حركة الكفاءة والإدارة العلمية. ويُعد كتاب مبادئ الإدارة العلمية الذي صدر عام 1911 أحد أهم إسهامات تايلور، حيث نشر فيه فكرته الرائدة في مجال الإدارة العلمية وتطبيقها. وقد أحدثت فِكرة تيلور ثورة في مجال الإدارة .
أفكار فريدريك تايلور حول رفع كفاءة الإنتاجية
تمكن فريدريك تايلور من تحويل الإدارة الصناعية إلى علم دقيق من خلال أفكاره التي تركزت على زيادة كفاءة الإنتاجية في المصانع. كانت الأفكار الرئيسية لتايلور تتعلق بتحليل الحركات في العمل وتحسينها بحيث يمكن توفير الوقت والجهد والمواد اللازمة للإنتاج. واستحدث نظام متقدم لتحديد الوقت اللازم لإنجاز المهام الخاصة بالعمال، وتحديد الحركات التي توفر الوقت والجهد بشكل أكبر. كما أن تفكير تايلور جاء لتحسين التوزيع الجغرافي للعمل وتنظيم عملية الإنتاج في قطاع والتقليل من المخاطر والتكاليف. كانت فكرة تايلور مبت.
كتاب مبادئ الإدارة العلمية لفريدريك تايلور
من بين كتب الإدارة العلمية التي أثرت بشكل كبير في التطور الصناعي، يأتي كتاب “مبادئ الإدارة العلمية” الذي نشره المهندس الأمريكي فريدريك تايلور عام 1911، والذي يجسد فلسفته ومبادئه فيما يخص الإدارة والتخطيط العلمي للإنتاج. وجاء الكتاب بعد أن عمل تايلور لسنوات طويلة في مصانع الحديد، ولاحظ أنه يمكن زيادة الكفاءة الإنتاجية من خلال دراسة الحركة والزمن، كما يستعرض الكتاب النظرية العلمية التي يقوم عليها الإدارة العلمية، وكيف أن هذه النظرية قادرة على تحسين الإنتاجية وتطوير العمليات الصناعية بشكل كبير، وهو ما جعل من الكتاب مرجعاً أساسياً في حقل .
أول رجل في التاريخ يرى أن العمل يستحق المنهجية
أول رجل في التاريخ الذي رأى أن العمل يستحق المنهجية هو فريدريك تايلور. وكان هذا الإدراك بداية لمسيرته في تطوير فلسفة الإدارة العلمية. فربما كان ذلك الإدراك ناتجاً عن خبرته العملية في مصنع Midvale Steel وملاحظته لعدم كفاءة العمل فيه. وبعدما تجاوز المخاوف التي كانت تحول دون تحسين كفاءة العمل، بدأ فريدريك تايلور في إجراء التجارب الميدانية ولفت انتباه المديرين الصناعيين لنجاح مشروعه في دراسة الزمن والحركة، مما أدى إلى تأسيس وظيفة ومهنة دراسة الزمن في الشركات الصناعية. ومن هنا أصبح بات الإدراك الذي رآه فريدريك تايلور هو رأس الحربة لنظام الإدارة العلمية الذي ساعد في تحسين الإنتاجية الصناعية.
الإدارة العلمية الحقيقية حسب فريدريك تايلور
ترك فريدريك تايلور إرثاً عظيماً في حوزة الإدارة من خلال نظريته المعروفة باسم الإدارة العلمية، حيث قام تايلور بتركيز الجهود على تحسين الإنتاجية من خلال دراسة الحركة والزمن، وذلك باستخدام الأدوات الحديثة والمعايير الموحدة لتحقيق الإنتاجية الأفضل والأمثل. ويتمثل جوهر فكرة الإدارة العلمية في تحليل العمل حتى أقصى درجة ممكنة، ثم تحميل كل شخص بمهام وظيفية محددة ليؤديها، متبوعة بدراسة كل المشاكل التي تواجه كل مهمة وحلها بطريقة علمية. ويوجد الكثير من النقاد لهذه النظرية، حيث يرى بعضهم أن تايلور قلل من أهمية العامل الإنساني في عملية الإنتاج، وركز بشكل كبير على الجانب المادي من العمل.
تعليم فريدريك تايلور واختياره لمهنته
تلقى فريدريك تايلور تعليمه في أكاديمية فيلبس إيكستر ومعهد ستيفنز للتكنولوجيا في ولاية نيوجيرسي، حيث درس الهندسة الميكانيكية. لقد اهتم تايلور بدراسة العمل جيداً، وقد تحدث عن هذا في كتابه “مبادئ الإدارة العلمية”. وتركز في دروسه النظرية على كيفية زيادة الإنتاجية، وتخفيض تكلفة العمل وتحسين أداء العمالة. كان لهذه النظريات تأثير كبير على تغيير نظام العمل في العالم الصناعي، وأدت إلى إنتاجية أعلى وأقل تكلفة وأفضل جودة في المنتجات. لذا، اختار تايلور مسار حياته من خلال ممارسة الهندسة والإدارة العلمية، مع التركيز على تحسين كفاءة العمل في الصناعة.
مشوار فريدريك تايلور في مصنع Midvale Steel
بدأ مشوار فريدريك تايلور في مصنع Midvale Steel الواقع في فيلادلفيا وهو في سن العشرينات، وعمل بداية كعامل بسيط ثم صعد تدريجياً حتى أصبح كبير المهندسين في الشركة. خلال عمله في المصنع، لاحظ تايلور انخفاض في الموارد المستخدمة والوقت والجهد دون تحقيق الإنتاجية المرجوة، الأمر الذي دفعه للتفكير في كيفية تحسين الكفاءة الإنتاجية. ونتيجة لذلك، قام بتجارب ميدانية من أجل زيادة الكفاءة الإنتاجية وقد نشر تجاربه في كتابه مبادئ الإدارة العلمية عام 1911. ومن خلال تجربته في المصنع، تعلم تايلور العديد من الأساليب الفعالة في الإدارة الصناعية، وهو ما ساهم في تطوير فكرة الإدارة العلمية وتحسين الكفاءة الإنتاجية في المصانع.
إرث فريدريك تايلور في العالم الصناعي والإداري
إن إرث فريدريك تايلور في العالم الصناعي والإداري يعدّ من الأهمية بمكان، إذ أنه كان واحدًا من رواد فكرة الكفاءة الإنتاجية وتحسين الأداء الصناعي. نجح تايلور في تطوير وتفعيل نظام الإدارة العلمية الذي لا زال يُستَخدَم في المصانع والشركات في جميع أنحاء العالم، كما أن دراساته وتجاربه الميدانية المختلفة في تحسين الإنتاجية وزيادة الكفاءة أثرت بشكل إيجابي على عملية الإنتاج الصناعي والإداري. وقد ترك تايلور بصمة صلبة في عصر الثورة الصناعية، حيث ساهم في فترة انتقالية للإدارة التقليدية إلى نظام إدارة علميٍ موجه لتحسين الكفاءة والإنتاجية. وحتى اليوم لا زال اسمه يردد في المؤتمرات والدورات التدريبية في مختلف أنحاء العالم.
