فرسان مالطة, عندما يأتيك الحديث عن الفرسان، فمن المحتمل أن يخطر في بالك الفرسان الأوروبيون الشهيرين مثل رونالدو أو جاوتيير. ولكن، هل سمعت يوماً عن فرسان مالطة؟ إذا لم تسمع بعد، فسنأخذك في جولة عن هذا النادي المثير والمثير للإهتمام! فرسان مالطة هو نادٍ خيري ديني تأسس في القرون الوسطى في جمهورية مالطا. يعود تاريخ هذا النادي إلى القرن الحادي عشر، حيث كان يعمل على منح الرعاية الفورية للجرحى والمرضى في زمن الحروب في الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين، لعب هؤلاء الفرسان دورًا حاسمًا في حماية الفقراء والمحتاجين في جميع أنحاء العالم تابع المقال على موقع حنكة لتعرف اكثر عن فرسان مالطة .
تاريخ فرسان مالطة
تتمتع جماعة فرسان مالطة بتاريخ طويل وغني يعود لمئات السنين، فهذه الجماعة تأسست في القدس منتصف القرن الحادي عشر. وبعد فترة من الزمن، انتقل الفرسان إلى جزيرة رودس، ثم إلى جزيرة مالطا التي تمنحهم اسمها. يعود تاريخ الفرسان إلى العصور الوسطى، وكانت مهمتهم حماية الأراضي الساحلية والمساعدة في الحروب الصليبية، إضافة إلى نشر المسيحية في المناطق التي يعملون فيها. قام الفرسان بالعديد من الأعمال الخيرية كتأسيس المستشفيات والتبرع للفقراء والمحتاجين. وتميزت الجماعة بمسيرة طويلة من الجهاد في سبيل الله وخدمة الإنسانية.
عام 1565 ميلادية، بات الفرسان مالطا في مقدمة الشخصيات الهامة في إيطاليا والمجر وحتى الفاتيكان الذي منحهم صفة السفير لدى المملكة المتحدة. وقد نجح الفرسان في فك حصار العثمانيين عن جزيرة مالطا، وذلك بفضل شجاعتهم وقدراتهم العسكرية المميزة. وبعد هذا الفوز المجيد، أصبحت الجماعة منظمة دينية ودبلوماسية تستخدم نفوذها لعدد من المشاريع الخيرية.
في سنوات أخيرة، وضعت الجماعة تحت إدارة الفاتيكان، وذلك بسبب مشاكل داخلية كانت تُعانى منها، وأصدر البابا فرنسيس قراراً بحلها وتغيير دستورها. وقد ساهمت هذه الخطوة في إحداث تغيير جذري في عمل الجماعة وتجديد أدائها. ويجب الإشارة إلى أن الفرسان مالطا يزالون يحتفظون برمزياتهم الخاصة وشعاراتهم المميزة التي تمثل قيمهم الأساسية وتاريخهم المفعم بالإنجازات والبطولات.
الكيانات المرتبطة بنظام فرسان مالطة
يعد النظام العسكري فرسان مالطة من الكيانات التاريخية المرموقة التي لا تزال تحتفظ بشعبيتها حتى اليوم. يُعرف الفرسان في الأصل باسم “الفرسان الأسبتاريين” وهم نظام فرسان تابع للكنيسة الكاثوليكية الرومانية. ظهر النظام العسكري لأول مرة في القرن الحادي عشر وكان يهدف إلى توفير الرعاية الطبية والعلاجية للحجاج المسيحيين الذين يأتون إلى القدس.
تحمل الفرسان أيضًا اسم “نظام الأسبتاريه للقديس يوحنا بتاع أورشليم وروديس ومالطا”، ويعدون أحد أقدم الأنظمة العسكرية في العالم. تم طرد الفرسان من جزيرة رودس سنة 1522، ولكنهم استقروا في مالطا عام 1530 وأصبحت مالطا المقر الدائم للنظام العسكري. النظام العسكري الفرسان مالطة يتألف من ثلاثة أجنحة: الجناح الفرنسي والإيطالي والألماني. ويُعرف عضو النظام باسم “فارس”، وفي الوقت الحاضر يبلغ عددهم أكثر من 13،000 فارس في العالم.
من النواحي العملية، تعتبر الدولة الإقليمية مالطا هي موطن النظام العسكري فرسان مالطة. وعلى الرغم من أن النظام لا يسيطر على أراضٍ كبيرة، فإنه يحتفظ بدولته الخاصة في المجالات الدبلوماسية والإنسانية والتاريخية والصحية وله نشاطات في المناطق المختلفة الحول العالم. كما يتميز النظام بمؤسسته الطبية الشهيرة التي توفر الرعاية الطبية للمرضى في جميع أنحاء العالم، وهي مؤسسة غير ربحية. من الجدير بالذكر أن النظام حاصل على الاعتراف الدولي ولديه علاقات دبلوماسية مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وغير الأعضاء. وهو عضو مراقب في الأمم المتحدة.
مراتب الفرسان في نظام مالطة
تتميز منظمة فرسان مالطا بتاريخ كبير ونظام متنوع يتضمن عددًا من الرتب. تم تقسيم الفرسان إلى سبعة مستويات أو رتب، يبدأ من الفاوض وينتهي بالفاندق. الرتب تمنح بناءً على خدمة الشخص في الموقع والمرتبة الممتازة التي يتمتع بها.
يحظى الفاوض بأعلى مستوى في النظام، وهو شرف لا يمكن لأي شخص أن يحصل عليه إلا نتيجة للتميز في الخدمة للمجتمع والكنيسة. إلى جانب الفاوض، هناك عدة مراتب للفرسان، من بينها مستشار الأول، والمستشار، والرائد، والحاكم المشارك، والحاكم، والفاندق.
بالإضافة إلى ذلك، تمنح نظام مالطا رتبة الأمير لبعض الفرسان المرموقين، ويتم تعيينهم بعد فترة طويلة من الخدمة الممتازة في النظام. يجب أن تكون الأمير في اتفاق وافق مع فرسان جميع الإخوة حول اختياره.
يمنح الفرسان النظام الكنسي والعسكري والتطوعي خدمة الإنسانية الكبرى في جميع أنحاء العالم. يستخدم النظام الجديد أيضاً الفرسان كندوة المنظمة المحلية والتطوع في المجتمعات المختلفة في العالم. يتم حث الأعضاء على ممارسة هذه الخدمة خلال حياتهم العامة والمهنية.
منظمة فرسان مالطا هي واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية في العالم، وتعتبر رائدة في خدمة الإنسانية العالمية. توفر المنظمة الدعم المالي والتطوعي للمجتمعات التي تعاني من الفقر والحروب والعنف والكوارث الطبيعية. يتمتع الفرسان بسمعة مرموقة في جميع أنحاء العالم ويعملون بشكل جاد لخدمة المحتاجين في أي وقت وفي أي مكان.
التحالفات الدولية لفرسان مالطة
تأسست جماعة فرسان مالطا في القدس منتصف القرن الحادي عشر لتقديم الرعاية الصحية والإغاثة الإنسانية للمرضى والمحتاجين من الفقراء والمساكين. ومع الزمن، امتد نطاق عملهم من إنضاج كرسيهم الرسولي في روما ليشمل دولًا عدة في العالم، وتشمل مكافحة الأمراض وإغاثة الطوارئ والدفاع عن الديانة المسيحية والمساعدة في الحروب.
في العديد من الحروب الكبرى، تعاون فرسان مالطا مع الجيوش الأوروبية في محاولة لإيقاف تقدم الجيوش العثمانية الحاكمة، والشهيرة لانغلو الثاني، بمساعدة فرسان مالطا ضد تركيا في عام 1571. وفي القرن التاسع عشر، عمد فرسان مالطا إلى العمل على تحسين الصحة العامة والتبيؤ للأطفال في بريطانيا.
تمتلك فرسان مالطا حاليًا مزيجًا فريدًا من الفن والتقاليد العسكرية والرعوية. ويحتفظون بشكل خاص بتقاليدهم المعروفة بـ “قميص المطر” الذي يجعلهم في لباس ومتدربين من زمن الحروب التي شاركوا فيها برفقة الجيوش الأوروبية.
بعد تقلص نفوذ الفرسان في العالم الحديث، انتقل مركز أنشطتهم إلى المجالات الإنسانية والإغاثية والصحية. وعلى الرغم من كونهم جماعة دينية، إلا أنهم تعاونوا وعملوا مع دول عدة وشركاء دوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة، لتقديم المساعدة الإنسانية إلى المتضررين من الكوارث والحروب في جميع أنحاء العالم.
يُعتبر الفرسان مالطا حاليًا شريكًا متميزًا للأمم المتحدة في التنسيق الدولي لتحسين الرعاية الصحية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة، والسلم والأمن. وتعد هذه الجماعة مركزًا للحوار الثقافي والأديان البناء مع آخرين، مما يجعلها مكانًا مهمًا للتفاهم الدولي وتوطيد العلاقات بين الدول والشعوب.
الأعمال الخيرية والإغاثية التي يقوم بها فرسان مالطة
فرسان مالطة هم مجموعة دينية وإنسانية، ويعملون على تقديم الدعم والمساعدة للناس في جميع أنحاء العالم. وترجع تاريخ هذه الجماعة إلى القرن الحادي عشر ويتميز عملهم بالكثير من الأعمال الخيرية والإغاثية. تعمل الجماعة على تحقيق رؤيتها بمساعدة الناس في جميع أنحاء العالم وذلك من خلال إدارة مراكز الرعاية الصحية، والمستشفيات، والمؤسسات التعليمية، والتدريب على الصحة والسلامة، ودعم الناظم الغذائي والتغذية الجيدة.
تعمل الجماعة على تقديم الدعم والمساعدة في المجال الإغاثي لأولئك الذين يعانون من المجاعات، والفقر، والنزوح الإجباري، والكوارث الطبيعية. ومن خلال عملهم الإنساني في المجال الإغاثي، يقدم فرسان مالطة الدعم العاجل والمعونة للشعوب المحتاجة. كما يعتمدون في عملهم على مساعدة اللاجئين الذين يعيشون في ظروف صعبة بفعل النزاعات والحروب.
تسعى الجماعة إلى تأمين المساعدة الطبية للأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة والعاطفية، ويقومون بتقديم الرعاية المكثفة للمرضى الذين يحتاجون إلى عناية خاصة وتعليمات دقيقة بخصوص العناية الصحية. وتعتمد الجماعة كذلك على تقديم الخدمات الطبية والعلاجية لذوي الإعاقة العقلية والجسدية، والتدريب والتشجيع على تضعيف حدة المشاكل النفسية.
فرسان مالطة يسعون أيضًا للعمل على تحسين البيئة وأمن الطعام وإزالة الفقر والأمراض في بلدان العالم النامي. وبذلك يساهم تحسين مستوى عيش الناس، كما يساعدون في تمكين المجتمعات المحلية من تقديم الخدمات الأساسية مثل الحصول على المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والطاقة النظيفة والتنمية المستدامة وتطوير سبل العيش المحلية.
فرسان مالطة هم مشهورون جدًا بجهودهم في دعم الأشخاص الذين يجدون أنفسهم في ظروف صعبة. ولقد قام مؤسس الجماعة بإنشاء رموز ورسوم تعتبر من أشهر الرموز في العالم. وتبدأ من الشهادات الأساسية والدبلومات المختلفة حتى الشهادات المهنية في الرعاية الصحية. وقد حصلت الجماعة على الكثير من الجوائز العالمية والمحلية في مجال الخدمة الإنسانية واللا عنف.
الأعلام الشهيرة من فرسان مالطة
فرسان مالطة هم تنظيم ديني وعسكري ذو أصول تعود للقرن الحادي عشر الميلادي، تأسس هذا التنظيم بهدف تقديم الرعاية الطبية للمسيحيين الذين كانوا يسافرون إلى الشرق الأوسط. تطورت مهام التنظيم عبر القرون لتشمل تشجيع الحملات الصليبية، والدفاع عن تجارة الشحن التابعة للفاتيكان، وتوفير الرعاية الصحية للمرضى. وبالرغم من أن القوة العسكرية للفرسان تراجعت عبر العصور، فقد استمر التنظيم في العمل الخيري حتى اليوم.
تمتاز فرسان مالطة بوجود العديد من الأعلام الشهيرة التي تستخدم كرموز للتنظيم، حيث تحمل هذه الأعلام رموزًا مختلفة تعكس قصة تاريخ التنظيم. ومن أهم هذه الأعلام، علم الفاتيكان الذي يحمل صليبًا أحمر وفيه حروف الإخوان المالطيين، والشعار الرسمي الذي يتألف من صليب مخملي اللون وعلى أربعة جوانبه يوجد كلمة “FERT” اللاتينية المعنى “يحمل”، وأما الجلدة العلوية فيصور عليها راس الرجل الذي يحمل الخصمان، وكذلك اخيرا شعار السيادة الرائع الذي يعرف محليا باسم “لقبوصية مالطية”.
يتميز تاريخ فرسان مالطة بالكثير من الأسرار والخفايا التي ما زالت غامضة لليوم، وتثير العديد من الشبهات حول طبيعة عمل التنظيم ونشاطاته. فمنذ القرن الحادي عشر الميلادي، وتاريخهم على مدار العصور، لم يتوقف خلاف حول الطبيعة الحقيقية للتنظيم بين العديد من الأطراف المختلفة. بعض الناس يعتقدون أن فرسان مالطة كانوا يعملون كقوة احتلالية للفاتيكان في الأراضي الأجنبية، في حين يعتقد البعض الآخر أن التنظيم كان لديه هدف سري يتمثل في الحصول على السيطرة على الشرق الأوسط.
مع ذلك، فإن الغالبية العظمى من المستندات والأبحاث التي تم إجراؤها حول تاريخ فرسان مالطة تشير إلى نشاطاتهم الخيرية العميقة ودورهم الإنساني الكبير في توفير الرعاية الصحية للمرضى والعون للفقراء والمحتاجين في الأماكن التي يعملون بها. كما أن فرسان مالطا ما زالوا يحتفظون بعدد من المستشفيات في جميع أنحاء العالم والتي تعتبر دليلًا يعكس عملهم الخيري.
على الرغم من أن فرسان مالطا لم يعد لهم الكثير من القوة العسكرية، فإنهم لا يزالوا ينشطون حتى اليوم في الكثير من المناطق الريفية في المناطق الفقيرة والحضرية في أنحاء العالم. قد يكون التنظيم الآن يكرس جهوده للعمل الإنساني والخيري، ولكنها لا تزال مهمتهم الأصلية تجاه الرعاية الصحية للمرضى في المناطق الفقيرة. وبالرغم من أن بعض الشبهات لا تزال تحوم حول تاريخ هذا التنظيم، فإنه يبقى من المهم الاعتراف بالعمل الخيري الهائل الذي قاموا به على مدى عدة قرون.
العملات التي يصدرها نظام فرسان مالطة
تصدر نظام فرسان مالطة الكثير من العملات المختلفة، التي تتضمن بعض القطع النادرة والمرغوبة من قبل المجموعات والمستثمرين. تشمل هذه العملات الذهبية والفضية والنحاسية، التي تحمل صورًا للرموز والأعلام التابعة لنظام الفرسان. وتتنوع مواد العملات بين النحاس والذهب والفضة، حيث تعتبر العملات الذهبية النادرة من أهم الأصناف المرغوبة.
ويتم تصنيع العملات المالطية بأقلام فنية متخصصة في هذا النوع من الأعمال. تحمل العملات تفاصيل دقيقة ودرجات لامعة متنوعة، ما يجعل منها أعمالًا فنية. كما تحمل بعض العملات الفضية والنحاسية علامات متميزة للدلالة على سنة الانتاج ودرجة الندرة والحالة الفنية للقطعة.
تشمل بعض العملات النادرة التابعة لنظام الفرسان مالطة، العملات الخاصة بفترات تاريخية محددة، وكذلك بعض القطع الاحتفالية التي يتم إصدارها بمواسم معينة. وتفتح العديد من المزادات على مدى السنوات، ويتم بعض العملات بأسعار عالية جدًا، وتُعد هذه المزادات فرصة عظيمة للمستثمرين والمهتمين بعمليات الاستثمار النادرة.
يتم تداول بعض العملات التابعة لنظام الفرسان مالطا في الأسواق العالمية، وتكون في بعض الأحيان معروضة للبيع في المزادات. وتحتفظ المجموعات الفريدة بالعديد من هذه العملات، وقد تختزل بالفعل عددا كبيرا من تاريخ نظام الفرسان مالطا، حيث اعتبر التعدين والنقل والتجارة من أسباب تمكن نظام الفرسان من النجاح والثراء.
مجموعة العملات المالطية تتضمن العديد من القطع النادرة والمرغوبة بشدة، وكل قطعة تعبر عن تاريخ وثقافة نظام الفرسان. وتتراوح قيمة تلك العملات بين النادرة والمتوسطة، وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تعامل العملات النادرة بعناية شديدة، حيث يجب توافر خبراء معتمدين قبل الشراء والبيع.
وتحمل العملات المالطية أيضًا أدلة ورموزًا من الفن والتاريخ والثقافة، وتعد مساحات كبيرة للمهتمين بتاريخ نظام الفرسان، والمتحمسين لتجميع وشراء قطع نادرة ومميزة. وتبقى العملات المالطية مصدر إلهام وتحفيز للكثيرين من المهتمين بعالم المجموعات والمقتنيات.
الأسطورة والفولكلور المصاحب لفرسان مالطة
يتعلق موضوع فرسان مالطة بتاريخ الجزيرة التي تحمل اسمهم، والعديد من الإنجازات التي حققوها عبر التاريخ. إلا أن هناك العديد من الأساطير والفولكلور المصاحب لهم، والتي لها دور كبير في بناء الهوية الثقافية والروحية للجماعة. على سبيل المثال، تعد الصرخة المشهورة “لا جويا إمبراطور” إحدى أشهر الأساطير التي ترددت حول الفرسان، حيث أن من قَدَر على قولها فيلزمه السير متوجهاً إلى مالطا وإدخال نفسه في رحلة مليئة بالمخاطر.
تعد مهنة الفرسان من أكثر المهن تشويقا وإثارة في التاريخ، حيث ترتبط بلباس يتميز بالغموض والخفاء. يرتدي الفرسان زياً مميزاً يعود تاريخه إلى القرون الوسطى؛ ويتألف من لباس داكن يجري التنورة إلى الأسفل، وقبعة برفعة شبه دائرية مع قبعة زجاجية منصوبة على الرأس. لا يزال هذا الزي يستخدم حتى الآن، وتعد هذه المهنة من أكثر المهن رمزية في العالم.
يعتبر الفرسان من أشهر الجماعات التي توجد في أوروبا والعالم، حيث يتضح ذلك من كثرة التحالفات والاتفاقيات التي عقدوها عبر التاريخ. الفرسان يتصلون بتاريخ من بين الأعمق وأكثر الفترات بروزًا في العالم، حيث كانوا جزءاً من هذه العصور في الكثير من القطاعات الاجتماعية والسياسية والثقافية. يمثل الفرسان تقديمًا للمثال الأعلى للشهامة والشجاعة، حيث أنهم فرق من الرجال الشجعان والنبلاء الذين خدموا مدنهم ودولهم بكل شجاعة وصدق.
يعد حماية الأبرياء والمحتاجين واحدة من أهم مهام الفرسان، حيث يتبرعون بالوقت والجهد لتحقيق هذا الهدف. إذ يقدم الفرسان خدمات طبية وغيرها للمرضى والفقراء والمحتاجين. كما أن للجماعة تاريخا غنيا من خلال مساعدتهم في إعادة بناء المدن والمناطق التي تضررت جراء الكوارث الطبيعية أو الحروب الكبيرة. لقد توزعت نشاطات الفرسان علي المستوي العالمي إضافة الي توزع الفروع المركزية بالكثير من دول العالم.
أصبح الفرسان من الجماعات المحبوبة والمحترمة في العالم، نظرًا للقيم التي تتحلى بها الجماعة والتي تجعلهم نموذجاً يحتذى به. كلما مر الوقت، نجحت تلك القيم في ترسيخ مكانة الفرسان في قلوب الجميع حتى الوقت الراهن.
العلاقة بين فرسان مالطة والحرب الصليبية
تاريخًا عريقًا لفرسان مالطا يعود إلى القرن الحادي عشر بعد تأسيسهم في القدس. قاتلوا من أجل الإيمان في الحرب الصليبية وحافظوا على البشرية والتاريخ طوال مية وعامين. إعانتهم للغير، تعاطفهم للفقراء والمرضى، وجود أفضل مستشفى في العالم والدفاع عن الإيمان هو أساس نضالهم.
خلال الحروب الصليبية وتدفق المصلين الذين اشتاقوا لمصارحة الله يعد الفرسان الذين كانوا دائمًا في الموقع الأمامي. عبر تنظيم الحروب وحفظ الجيوش مع خبرة وتدريب قوي، استطاع الفرسان الحفاظ على الملاذ الآمن للصليبيين في القدس وأحيانا حفظ تلك المأوى الدينية بذكاء.
على الرغم من أن فرسان مالطا ركزوا على خدمة الإيمان، والديناء، إلا أن لهم علاقة وثيقة بالحروب التي شملت العالم طوال تاريخهم. منعوا الزعماء الحربيين الذين ارتكبوا جرائم حربيه وشرعت التحالفات السياسية للأمم من السماح للمجرمين بالانشغال ببناء الإمبراطورية.
تحت راية الفرسان أنشأوا رموزًا دالة على لُب العلاقة بينهم والدين. على سبيل المثال، فإن “لباس الإسعافات الأولية” الذي يتميز بصليب أبيض هو من سلفهم، وهو تذكير للإيمان القائم على خدمة الآخرين. وبوديتها الحربية، وهذا هو سبب رفع شعار السيف والصليب.
فرسان مالطا أخذوا دور قوي في الحروب التي حدثت منذ أيامهم في القدس وحتى الآن، وعلى الرغم من العصور والصراعات والاديان والحضارات والثقافات المختلفة، يبقى هناك شعار واحد يجمعهم هو احترام الدين وخدمة الإنسانية.
تحديات وصعوبات يواجهها نظام فرسان مالطة اليوم
تواجه جماعة فرسان مالطا التحديات والصعوبات العديدة في الوقت الراهن. فبعد أن قرر البابا فرنسيس حل قيادتهم وتغيير دستورهم، ازدادت الأزمات داخل النظام مما قد يؤثر بشكل سلبي على مستقبل الجماعة.
تشير التقارير إلى أن أحد أكبر التحديات التي تواجه قيادة فرسان مالطا هو تحمل الجماعة مسؤولية تقديم المساعدة الإنسانية في الأماكن المنكوبة في العالم، لاسيما في المناطق التي تشهد الحروب والنزاعات المسلحة. ويعتبر النظام المساعدة الإنسانية من بين أهم مهامه، إلا أن حجم التحديات التي يواجهها العالم اليوم، قد تجعل الأمور أصعب.
بالرغم من أن فرسان مالطا يعتبرون أكبر نظام ديني كاثوليكي في العالم، إلا أنهم يعانون من مشكلات داخلية، خاصة فيما يتعلق بإدارة الموارد المالية والتنظيمية، والمشاكل الإدارية التي تواجه الجماعة. ويرى البعض أن هذه المشكلات قد تؤثر سلباً على القدرة الجماعة على تقديم المساعدة الإنسانية وعلى الاستجابة للمشكلات التي تواجهها.
علاوة على ذلك، تعاني جماعة فرسان مالطا من تحديات في التعامل مع الحكومات المحلية والدولية، خاصة فيما يتعلق بالعمليات الإنسانية في بلدان أخرى، مما يتطلب تسويق النظام لجذب التمويل. ويشار أيضاً إلى أنه من الصعوبة الحفاظ على مستوى عالٍ من الشفافية والمساءلة، خاصة فيما يتصل بالشؤون المالية، وهذا ما قد يؤثر على مصداقية النظام في العين العامة.
على الرغم من أن تحديات فرسان مالطا ليست بالسهلة، إلا أن الجماعة تتفهم جيداً أن البقاء على قيد الحياة يتطلب التكيف مع قوى السوق والتغييرات المحيطة بهم. ويعملون على إنجاح مهماتهم الإنسانية بطرق مختلفة، من خلال استخدام التقنيات الجديدة والعمل بشكل أكبر على توسيع قاعدة الداعمين والمتعاونين مع الجماعة. وهذا ما يعطينا الأمل في استمرار العمل الإنساني لفرسان مالطا على المدى الطويل.
