منوعات

ألوية البادية في الأردن | وما المستقبل المتوقع للبادية ومشاريع التنمية فيها

ألوية البادية في الأردن,

ألوية البادية في الأردن، وهي المناطق الشاسعة والصحراوية التي تمتد على طول الحدود الشرقية للأردن مع العراق والمملكة العربية السعودية. تعرف البادية الأردنية بجمالها الخلاب وتنوع مناخها وثقافتها البدوية الفريدة، وتشتهر بأنها واحدة من أروع الأماكن السياحية في الأردن. في مقال ألوية البادية في الأردن على موقع حنكة سنتحدث عن الألوية البادية والسكان الذين يعيشون فيها، والتحديات التي يواجهونها يوميًا. نأمل أن تستمتعوا بقراءة هذا الموضوع المثير والشيق.

التعريف بالبادية وألويتها في الأردن

تُعتبر البادية من أهم المناطق الطبيعية في الأردن، حيث تشكل 80% من مساحته، وتتألف من ثلاث باديات ، الشمالية والوسطى والجنوبية، وتضم كل بادية عددًا من الألويات. تصنف البادية على أنها منطقة ذات أرض متموجة، وتحتوي على بعض السلاسل الجبلية والحرات البازلتية. وتمتاز البادية بالأودية الطولية والمنخفضات، وتتعدد الأعشاب والشجيرات فيها، ويعتمد أهلها بشكل رئيسي على الرعي والزراعة. تتميز البادية بثقافتها الخاصة وتمتاز بجمالها الطبيعي. ويعمل المجتمع المحلي بالتعاون مع الحكومة على تنمية البادية وتفعيل الثقافة والسياحة فيها. ويهم المستقبل الزراعة والاستفادة من وجود الطاقة الشمسية والرياح.

البادية الشمالية وألويتها

يتبع لواء البادية الشمالية إداريًّا لمحافظة المفرق في الأردن. تم تأسيسه عام 1996، ويضم أربعة قضايا هي صبحا وأم الجمال ودير الكهف وأم القطين، بالإضافة إلى سبع مجالس بلدية. يتميز اللواء بمساحته الكبيرة التي تصل إلى 2584 كم مربع، وتشتت مواقع موارده الاقتصادية، مما أدى إلى انتشار تجمعات سكانية صغيرة ومتباعدة. يجدر بالحكومة تزويد هذه التجمعات بمرافق البنية التحتية اللازمة والخدمات الاجتماعية الأساسية. يشمل اللواء العديد من المدن والقرى المثيرة للاهتمام مثل الصفاوي والمنارة والصالحية والحميدية والأشرفية والبشرية وبلدة بني هاشم، وغيرها. يقع اللواء في الجزء الشرقي لمحافظة المفرق، ويحد فترة ولا يبعد كثيرًا عن الدول العربية المجاورة مثل السعودية والعراق.

البادية الوسطى وألويتها

تتألف البادية الوسطى في الأردن من لواءين هما الجيزة والموقر. يقع لواء الجيزة بمحافظة العاصمة ويشتهر بثقافته البدوية الغنية وزراعته الواسعة للحنطة والشعير وفاكهة الزيتون. أما لواء الموقر فيقع في وسط الأردن ويشتهر بواديه المدهش وزراعته الجيدة للزيتون والمشمش والخوخ. تم تنمية البادية الوسطى من خلال عدة مشاريع ومبادرات تثقيفية تهدف إلى تنمية صناعة السياحة والإقتصاد الريفي في المنطقة. ومن بين هذه المشاريع: تحديث الطرق والبنية التحتية، توفير المياه الصالحة للشرب، تطوير الزراعة والثروة الحيوانية، وتشجيع السياحة الريفية لتعزيز العمل الذاتي والحفاظ على ثقافة البادية وتراثها الأصيل.

Advertisements

البادية الجنوبية وألويتها

تعد البادية الجنوبية من أهم ألويات البادية في الأردن، حيث تتميز بتنوع طبيعتها الجغرافية التي تشمل السهول والكثبان الرملية والجبال والوديان. وتشمل الألويات التي تضمها البادية الجنوبية لواء القطرانة ولواء الحسا ولواء القويرة ولواء الحسينية، وتمتلك هذه الألويات ثروة ثقافية وتاريخية مهمة، حيث توجد بها مجموعة من المواقع الأثرية والتراثية التي تشجع على السياحة المحلية والدولية. ويعمل الحكومة الأردنية على تطوير هذه الألويات ودعمها من خلال مشاريع التنمية والتطوير المستقبلية، واستئناف البرامج الثقافية الهادفة في البادية الجنوبية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون المحلي والدولي لتحقيق مستقبل مزدهر لمنطقة البادية الجنوبية.

الأهمية الثقافية والمشاريع التي تهتم بها الحكومة

تُولي الحكومة الأردنية أهمية للمشاريع الثقافية في البادية، حيث تسعى للحفاظ على التراث الثقافي الغني الذي يمثل إرثًا للأجيال القادمة. وتهتم الحكومة بتنفيذ مشاريع مختلفة، مثل تطوير المتاحف ومراكز الزوار في المناطق الأثرية، والحفاظ على المعالم التاريخية، وتطوير العلاقات الثقافية بين المجتمعات في البادية وخارجها. ويُعَدُّ مشروع المدن الثقافية واحدًا من أهم المشاريع الثقافية التي تهتم بها الحكومة، حيث يهدف إلى تطوير السياحة الثقافية في المناطق الريفية ودعم مشاريع السياحة الثقافية المتنوعة. وبالإضافة إلى ذلك، تم استئناف البرامج الثقافية في الألويات المختلفة بعد التوقف بسبب جائحة كورونا، وتقديم العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية للمجتمعات المحلية. ويتعاون المسؤولون في الحكومة بشكل وثيق مع المنظمات المحلية والدولية لتطوير البادية وألويتها وتحقيق التنمية الشاملة في المنطقة.

مشروع المدن الثقافية وأهميته

يهدف مشروع المدن الثقافية في الأردن إلى تعزيز الثقافة في المحافظات وتركيز الأنشطة الثقافية فيها على مدار العام. يقوم المشروع بتحديد مدينة للثقافة في كل عام وتخصيص ميزانية لتمويل أنشطة ثقافية متنوعة في هذه المدينة. يهدف هذا المشروع إلى زيادة الوعي الثقافي وتحفيز القطاع الثقافي وإيجاد فرص عمل جديدة في المناطق النائية. ويعتبر مشروع المدن الثقافية الأول من نوعه في المنطقة العربية. وقد تم اختيار المفرق لتكون مدينة الثقافة في العام 2017 نظراً لخصوصيتها وتمتعها بعدة مزايا وصفات تؤهلها لتحقيق أهداف المشروع. وهذا المشروع يعتبر إنجازاً مهماً في تعزيز الثقافة العربية وتنمية المناطق النائية في المملكة.

استئناف البرامج الثقافية في الألويات المختلفة

تعتبر الألويات في البادية في الأردن أماكن ذات حضارة عريقة وتراث ثقافي هام. وتعمل الحكومة الأردنية على استئناف البرامج الثقافية في الألويات المختلفة، وذلك بعد توقفها بسبب جائحة كورونا. وتهدف هذه البرامج إلى إحياء تاريخ البادية وتعريف الأجيال الجديدة بتراثها الثقافي وتعزيز الانتماء للوطن. وتتضمن هذه البرامج فعاليات ثقافية وفنية مختلفة، مثل المعارض الفنية والمحاضرات والورش الثقافية. كما تسعى الحكومة إلى توسيع نطاق هذه البرامج لتشمل جميع الألويات في البادية، وتعزيز التواصل الثقافي بين المناطق المختلفة في البادية. وتتعاون الحكومة مع الجهات المحلية والدولية لتطوير البادية وألويتها، وتعزيز قدرات سكان البادية وتوفير فرص عمل لهم.

Advertisements

تأثير جائحة كورونا على المشاريع الثقافية في البادية

تأثرت مشاريع الثقافة في البادية بجائحة كورونا، إذ اضطر الوسط الثقافي في المملكة إلى اللجوء للحلول التقنية الحديثة لاستمرارية الأعمال. وكان لدى بعض المبادرات الثقافية في البادية فرصة الاستفادة من هذه الحلول للاستمرار في نشاطاتها، لكن بعضها الآخر لم يتمكن من التأقلم على هذه الطريقة الجديدة للعمل. ويُعد ضعف البنية التحتية ونقص الإمكانيات في المناطق الريفية من أبرز التحديات التي تواجه مشاريع الثقافة في البادية. ومع عدم وجود توجهات رسمية محددة لدعم هذه المبادرات، قد تستمر تلك المشاكل في الظهور خلال السنوات المقبلة. ولذلك، يتطلب التخطيط الذكي والتنظيم الدقيق لهذه المبادرات، لتحقيق استدامتها ومساهمتها في التنمية في المنطقة.

التعاون المحلي والدولي في تطوير البادية وألويتها

يعتبر التعاون المحلي والدولي أحد أهم العوامل في تطوير البادية الأردنية. فعلى المستوى المحلي، يجب تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المحلي لتنفيذ مشاريع التنمية وتحقيق الأهداف المرجوة. كما يجب استخدام التقنيات الحديثة وتحفيز روح الابتكار والإبداع لتطوير الصناعات المحلية وتشجيع التجارة والاستثمار في البادية.

ومن ناحية الدولية، يجب تعزيز التعاون مع الدول والمؤسسات الدولية لتحقيق التنمية الشاملة في البادية. يمكن تبادل الخبرات والتجارب الناجحة وجذب الاستثمارات الأجنبية لتحقيق أهداف التنمية في التعليم والصحة والزراعة والطاقة المتجددة وغيرها. ويمثل النموذج الناجح لتعاون دولي في تنمية البادية مشروع البادية الأردنية الأمريكية الذي يعمل على تطوير قطاع الزراعة، وتحسين البنية التحتية وتطوير القدرات المجتمعية في البادية الأردنية.

المستقبل المتوقع للبادية ومشاريع التنمية فيها

يعتبر المستقبل المتوقع للبادية الأردنية ومشاريع التنمية فيها مهم جداً، خاصةً مع وجود الموارد الطبيعية المتاحة والواعدة. تتضمن هذه المشاريع تطوير البنية التحتية للبادية وتحسين الخدمات التعليمية والصحية والزراعية والسياحية، كما أن استخدام الطاقة المتجددة يشكل حلاً بديلاً للطاقة النفطية التي تصبح أكثر تكلفةً. كما يمكن تنمية الصناعات الحرفية والسياحة الريفية وتطوير الزراعة بتقنيات أكثر تقدماً لتحسين انتاجية المحاصيل والمحافظة على البيئة. ويتعين أيضاً النظر في التكافل الاجتماعي وتحسين مستويات المعيشة للمجتمعات البدوية، لتعزيز فرص العيش الكريم. يجب أن تكون هذه المشاريع متكاملة ومستدامة، وفيها يأتي دور الحكومة والمجتمع المحلي لتحقيق التنمية والازدهار في هذه المنطقة الهامة من الأردن.

Advertisements
السابق
أدوات الضبط الإحصائي للجودة | ما طرق ضمان الجودة في العمليات الإنتاجية
التالي
كتب عن الإدمان السلوكي | كيف يبدا وما طرق علاجه والوقاية منه