التعلم

أسباب عزوف الأطفال عن القراءة | كيف يمكن تغيير عادات الأطفال وإعادة إشعال شغفهم بالقراءة

أسباب عزوف الأطفال عن القراءة,

أسباب عزوف الأطفال عن القراءة, القراءة هي واحدة من العادات الحيوية التي يجب تعليمها للأطفال في مرحلة الطفولة، فهي تعزز شخصياتهم وتساعدهم على فهم العالم المحيط بهم، ومع ذلك، يعاني الكثير من الأطفال من عدم الاهتمام بالقراءة وعزوفهم عنها. لقد كانت هذه المشكلة حتى قبل الجائحة، وفي الحالة الحالية، بشكل خاص، تشكل التحقيق في أسباب عزوف الأطفال عن القراءة تحدًا كبيرًا. لذلك، سوف نعرض في مقال أسباب عزوف الأطفال عن القراءة على موقع حنكة أسباب عزوف الأطفال عن القراءة والحلول الفعالة التي يمكن اتباعها.

نقص الحوافز الداخلية للقراءة

تعتبر القراءة من أهم العادات التي ينبغي على الأفراد الاهتمام بها والاحتفاظ بها في كل مرحلة من مراحل العمر، فهي تساعد على اكتساب المعلومات وتوسع نطاق المعرفة، بالإضافة إلى أن القراءة تعمل على تنمية التفكير الإبداعي لدى الفرد وإثارة الخيال والتفكير في كل المجالات. ولكن من الأسباب التي تؤدي إلى عزوف الأطفال عن القراءة هو نقص الحوافز الداخلية للقراءة.

تتعلق هذه النقطة بعدم وجود المقومات اللائقة التي تحفز الأطفال على القراءة، فـ الاهتمام بالقراءة يحتاج إلى تحفيز ورغبة داخلية لدى الأطفال، وإذا لم يجدوا الحافز اللازم للقراءة فلن يكون هناك دافع لديهم للتوجه نحو الكتب والمجلات والقصص. على هذا الأساس، ينبغي على الأهل والمربين تحفيز الأطفال على القراءة وإنماء حبهم للكتب من خلال توفير المحفزات الداخلية المناسبة، مثل توفير الكتب المناسبة للأطفال وتشجيعهم على اختيار الموضوعات التي يحبونها ليستمتعوا بالقراءة.

يمكن القول أن المحتوى الخاص بالقراءة الذي يدعم الحوافز الداخلية من ثقافة مفيدة وملهمة، فأنواع الكتب والقصص التي تحرك خيال الأطفال وتحفزهم على القراءة بدرجة كبيرة، ولذلك ينبغي الاهتمام بالكتب التعليمية السهلة الفهم والتي تكون بأسلوب قريب من أسلوب الأطفال، بحيث يتسنى لهم الاستمتاع بالقراءة وفهم المعلومات.

Advertisements

كما يجب أن يشعر الأطفال بأن القراءة مفيدة وأنها تساعدهم على تحقيق النجاح في مختلف المجالات، حيث توفر الكتب والمجلات والقصص معلومات هامة ومفيدة للأطفال، وتكون تجربة ممتعة وشيقة تفيدهم بشكل كبير في حياتهم الدراسية والعملية. وبالتالي فإن إدراك الفوائد المرتبطة بالقراءة يمكن أن يدعم الحوافز الداخلية للأطفال للتفاعل والوصول إلى مصادر القراءة المختلفة.

في الختام، يمكن القول إن نقص الحوافز الداخلية للقراءة يُعَدّ من أهم الأسباب التي تؤدي إلى عزوف الأطفال عن القراءة، ولذلك ينبغي أن يكون هناك تحفيز وإشارة مستمرة للأطفال ليتمكنوا من الاستفادة من عالم الكتب والمجلات والقصص، والتعرف على المعلومات الجديدة وشرحها بأسلوب جديد ومبتكر، مما يساعدهم على إنماء أفكارهم واتساع دائرة المعرفة لديهم.

تأثير الوسائط الإعلامية على عزوف الأطفال عن القراءة

الوسائط الإعلامية، مثل التلفاز والأجهزة الذكية والإنترنت، تشغل مساحة كبيرة من وقت الأطفال حاليًا. تأثير هذه الوسائط على عزوفهم عن القراءة ليس بالضئيل. فمع توفيرها للمتعة الفورية والابتعاد عن المطالعة التي تتطلب جهدًا وتركيزًا، يتم إلغاء فائدة القراءة الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمن الوسائط الإعلامية أيضًا الإعلانات التجارية التي تثير رغبة الأطفال في الشراء بدلاً من القراءة. وبالتالي، يصبح لدى الأطفال اهتمام أكبر بالأشياء المادية بدلاً من الاستثمار في أنشطة تعزز ثقافتهم وتطويرهم النفسي والفكري.

Advertisements

علاوة على ذلك، تعرض الوسائط الإعلامية الأطفال لتنوع الصور والأفكار والتطلعات النمطية التي قد لا تكون بمصلحتهم. فمع تأثير المذيعين المشهورين والشخصيات الكرتونية، يميل الأطفال إلى البحث عن الشخصيات المعروفة على حساب القراءة والتعرف على شخصيات جديدة.

بالرغم من ذلك، يمكن التعامل مع تأثير الوسائط الإعلامية على عزوف الأطفال عن القراءة بعدة طرق. بدءًا من تشجيع الأطفال على ممارسة القراءة في أوقات محددة من اليوم، ومراجعة الكتب التي يقرؤونها بانتظام. كما يمكن توفير وتعزيز الثقافة القرائية لدى الأطفال والتأكد من وجود كتب تشجعهم وتهيئ لهم أجواء رائعة لممارسة القراءة.

الارتفاع في الاستخدام السلبي للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية

تشير الأبحاث إلى أن الأطفال في العصر الحديث يميلون إلى عدم القراءة بشكل متزايد، وتعتبر أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من الأسباب الرئيسية لذلك. فالأطفال يشغلون أجهزتهم المحمولة لفترات طويلة، ويركزون على استخدامها للألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي، بدلاً من القراءة. تتيح هذه الأجهزة للأطفال الوصول إلى المحتوى الذي يرونه فقط، ويعتمدون على المواد السهلة المعروضة على شاشة الجهاز بدلاً من ذلك الموجود داخل الكتب التقليدية.

نتيجة لذلك، يفتقر الأطفال الذين يميلون إلى استخدام الأجهزة المحمولة بشكل كبير إلى مهارات القراءة والكتابة التي تعتبر أساسية لتعلمهم. ولا يحصلون على الفوائد المتعددة التي تأتي مع القراءة، مثل تطوير المهارات اللغوية وزيادة الثقافة العامة وتعزيز الذاكرة.

Advertisements

وفي محاولة لتحفيز الأطفال على القراءة، يمكن للأهل والمعلمين تنظيم نشاطات قراءة ممتعة وتشجيعهم على ممارسة القراءة بشكل مستمر. ومن المهم إيجاد العناوين المناسبة والمناسبة لأعمارهم، وذلك لزيادة شغفهم بالقراءة. علاوة على ذلك، يجب على الأهل والمعلمين البحث عن بدائل للاستخدام الزائد للأجهزة المحمولة، مثل ممارسة الرياضة والرسم والأنشطة الخارجية، التي ستحفز تنمية المهارات الأساسية للأطفال.

بخلاصة، تعد الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من الممكن أن تكون سببًا رئيسيًا لعزوف الأطفال عن القراءة، ومن المهم أن يأخذ الأهل والمعلمين المسؤولية في حث الأطفال على الاستمتاع بالقراءة والتحول إلى بدائل صحية للاستخدام المفرط للأجهزة المحمولة.

نقص القراءة كنشاط عائلي

القراءة هي النشاط الذي يمكن أن يتمتع به الأفراد بمفردهم، لكن الإكثار منها كنشاط عائلي يعد أفضل طريقة لتفجير مشاعر الحذر والاكتئاب التي قد يشعر بها الطفل تجاه القراءة. في هذا الصدد، يمكن لأفراد العائلة الاجتماع معًا في منزلهم، والاستمتاع بجو الاسترخاء الذي يمكن أن ينشأ من قراءة الكتب المفضلة جميعًا. ومن أجل تحريضهم بشكل أفضل، يستطيع الوالدان تحدي الأطفال لأداء مسابقات أو ألعاب تعتمد على القراءة، وهذا يمكن أن يساعدهم على الاستمتاع بالقراءة بشكل أكبر.

عدم القراءة كنشاط عائلي قد ينتج عنه التقليل من أهمية القراءة، وهذا يمثل خطأ فادح في الحسابات الأسرية. في حال عدم وجود والدين ملتزمين بالقراءة، فإن الطفل يرى القراءة كنشاطٍ ممل وغير مفيد. في هذا السياق، يمكن للوالدين تعويد أنفسهم والأطفال على القراءة في وقت محدد خلال اليوم، وبشكل منتظم، مثلاً قراءة ساعة قبل النوم. ويمكن مناقشة القصص التي تمت قراءتها، ويمكن أن يجري الوالدين بعض التحديات إذا كانا يقرآن لكنهم بتنافس بينهما حولها بحيث تصبح تحديًا بالنسبة للأطفال.

Advertisements

عدم القدرة على القراءة بشكل سليم خلال الصف يمكن أن يؤدي إلى اليأس والاحباط لدى الأطفال، ويتفاقم الأمر إذا لم يحظوا بدعم الأسرة. لذا، ينبغي على الأبوين البحث عن المصادر المناسبة التي يمكن أن يستخدموها لمساعدة الطفل على تحسين مهاراته في القراءة، وهذا يشمل الاستعانة بالمدرسين أو المرشدين الذين يحددون الأخطاء التي يقع فيها الطفل أثناء القراءة وتقديم توصياتهم للتحسين. ويمكن أن يكون للأهل دور في تحفيز الأطفال وتحصيلهم من خلال إعطائهم الحوافز والجوائز مثل الكتب المفضلة أو المعسلات الصغيرة كلما قرأوا كتابًا جديدًا.

يمكن للأطفال الذين يواجهون صعوبات في القراءة أن يغلقوا المزاج بالتدريب والتمارين اليومية، وذلك من خلال قراءة مقتطفات قصيرة بانتظام. ينبغي ممارسة الأطفال القراءة بشكلٍ مستمر لتحسين مهاراتهم، ويمكن استخدام بعض الأنشطة الخاصة بالقراءة مثل البحث عن الكلمات عبر الأعمدة والعموديات، أو مقارنة نصوص مختلفة لتحسين القدرة على النقد والمقارنة. الأهم هو الاستمرارية والتركيز على الأحداث الممتعة عندما يتعلم الطفل أول كلماته وعباراته، وبهذه الطريقة يمكن أن يتحول تعلّم القراءة إلى نشاطٍ ممتع وجذاب لاستكشاف عالم جديد بجميع جوانبه.

تأثير ضعف الفهم على الرغبة في القراءة

تشكّل القراءة أحد أهم العوامل التي تؤثر على نمو الفرد سواءً في الجانب الثقافي أو الفكري، فهي تشكل وحدةً أساسيةً في بناء الشخصية والثقافة. ومع ذلك، تشهد المجتمعات حول العالم انخفاضًا ملحوظًا في الرغبة في القراءة، وخاصةً بين الأطفال في المراحل الابتدائية. ومن بين الأسباب التي قد تؤدي إلى ذلك هو عدم الفهم الجيد للنص، وما ينتج عنها من صعوبة في فهم المعنى الذي يحمله، وهو ما قد يصيب الطفل بالإحباط أو الاشمئزاز من هذا النوع من الأنشطة.

ويؤثر ضعف الفهم في حدوث العزوف عن القراءة بشكلٍ كبير على العديد من الأطفال في المرحلة الابتدائية، خاصةً إذا لم يتم مساعدتهم بالمستوى اللازم لفهمها بشكل صحيح. فالطفل الذي يرى صعوبة في فهم النصوص الكتابية قد يصبح غير مستعد للقراءة، وبالتالي قد يتجنبها بشكلٍ كامل، مما يجعله يفتقد لفوائد القراءة المتعددة، ويغيب عنه فرصة تكوين معرفة وتحسين اللغة العربية لديه.

Advertisements

لذلك فإن تحسين القدرة على الفهم يعد أمرًا ضروريًا لحل مشكلة العزوف عن القراءة. ويمكن العمل على ذلك من خلال تقديم النصوص بلغة سهلة ومفهومة للطفل بشكلٍ يتيح له التفاعل، وتسهيل الوصول إلى المصادر المساندة والمراجع الخارجية. كما يمكن تخصيص الوقت المناسب للطفل للقراءة بشكلٍ يتماشى مع مستواه العقلي، وتشجيعه على المشاركة في نشاطات القراءة والتفاعل مع النصوص بطريقة مثيرة للاهتمام.

في الختام، يمكن القول بأن العزوف عن القراءة يعد مشكلةً تستحق أن تراعى وتشكل مادة تفكير لكثيرين؛ خاصةً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجية التي قد تؤثر على عادات الطفل في التواصل والتعلّم. لذلك، يحتاج الطفل دعمًا وتوجيهًا ليكون قارئًا فعّالًا ومتعلمًا مستقبليًا.

نقص التركيز لدى الأطفال وارتفاع مستوى التشويش

يشكل عزوف الأطفال عن القراءة مشكلة يواجهها الكثير من الأهل والمعلمين. وتعتبر مشكلة نقص التركيز لدى الأطفال وارتفاع مستوى التشويش من أهم الأسباب التي تؤثر على رغبة الأطفال في القراءة. فنقص التركيز يؤثر على القدرة على استيعاب المعلومات وفهمها، وبالتالي تُعَدّ القراءة مهمة شاقة ومملة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة. وتتطلب القراءة الدقة والتركيز الكامل للفهم، لذلك تصبح صعبة جدًا بالنسبة للأطفال الذين يعانون من نقص التركيز.

علاوة على ذلك، فإن ارتفاع مستوى التشويش، سواء كان من الضوضاء المحيطة بالطفل أو من خلال استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، يساهم في فقدان الأطفال للتركيز والانتباه. وعندما يجد الأطفال مصادر للتشويش، يتحول اهتمامهم إلى غير المهام الحالية، بما في ذلك قراءة الكتب. وعندما يفقد الأطفال الانتباه، تصبح القراءة مهمة شاقة وتستهلك وقتًا كبيرًا ولكنها لا تجلب اللذة أو المتعة.

Advertisements

هناك أسباب أخرى قد تؤثر على نقص تركيز الأطفال وعدم رغبتهم في القراءة، مثل صعوبات التعلم وعدم الثقة بالنفس، وإذا لم يتم التعامل مع هذه الأسباب الجذرية، فإنه لن يكون هناك أي تحسن يُذكر في رغبة الأطفال في القراءة. لذا، يجب على الأهل والمعلمين العمل على تحفيز الأطفال للقراءة عن طريق إيجاد بيئة مريحة وهادئة للقراءة وتحديد وقت محدد لذلك، وتشجيع الأطفال على قراءة الكتب التي تناسب أعمارهم ومستوياتهم، وكذلك تحميل مسؤولية القراءة على الأطفال وإعطائهم حرية الاختيار للكتب التي يرغبون في قرائتها.

عدم حسن استخدام الموارد التعليمية والمكتبات العامة

تشكل القراءة نوعًا من الترفيه والتعلم في نفس الوقت للأطفال، ولكن بعضهم يعاني من عدم التمتع بها، وتندرج أسباب العزوف الكثيرة تحت عوامل مختلفة. أحد هذه الأسباب يعود إلى عدم الحصول على الموارد التعليمية الكافية أو عدم الاهتمام بها بشكل جيد. فالمكتبات العامة توفر العديد من الكتب المفيدة للأطفال، ولكن للأسف هناك من لا يستفيد منها بسبب عدم القدرة على اختيار ما يناسبهم أو عدم تمييز الكتب المفيدة عن الترفيهية. عدم وجود إرشادات تعليمية للأطفال في المكتبات العامة يجعل البحث عن الكتاب المفيد أمرًا صعبًا، وفي بعض الأحيان تنقص المكتبات الموارد التعليمية للأطفال، مما يؤثر سلبًا على الود الذي يشعرون به نحو القراءة.

إضافةً إلى ذلك، يتعرض العديد من الأطفال لعدم تدريبهم على استخدام الموارد التعليمية المختلفة والتحكم بوقت القراءة، مما يؤدي إلى إضاعة الوقت بين الكتب الترفيهية، بينما يمكن استخدام نفس الوقت في الحصول على نتائج أفضل من خلال قراءة مواد تعليمية تهمهم. ويضيف هذا التدريب على تفضيل الكتب التعليمية – بما في ذلك كتب الروايات المدعمة بالصور والألغاز – على الكتب الترفيهية.

علاوة على ذلك، يُمكن أن يؤثر العنف الذي يحدث في الأحياء الفقيرة والمدن الكبرى على مدى وصول الأطفال إلى الموارد التعليمية الضرورية. بالإضافة إلى تقليل إمكانية الدخول إلى المكتبات العامة في هذه المناطق، ينطوي التعرض للعنف في الأحياء الفقيرة على خطر تلف الكتب والموارد التعليمية، وبالتالي يؤثر سلبًا على الاستخدام المستقبلي لهذه الموارد عند الأطفال.

Advertisements

في النهاية، تشكل عدم حسن استخدام الموارد التعليمية والمكتبات العامة أحد العوامل الهامة التي تؤثر على عدم الاهتمام بالقراءة من أطفالنا. لذا، يتطلب الأمر التركيز على تطوير نظام واضح لاختيار الموارد التعليمية الصالحة وتحديد طرق تدريبية لتعليم الأطفال على استخدامها بأفضل طريقة ممكنة. كذلك، إبراز الأهمية الحقيقية للمكتبات العامة ودورها في تعزيز القراءة والوصول الواسع للموارد التعليمية يعد ضروريًا بشكل كبير في زيادة الميل إلى القراءة من قبل الأطفال.

الضغط النفسي وتأثيره على رغبة الأطفال في القراءة

تشير الأبحاث إلى أن العزوف عن القراءة بين الأطفال يعود لعدة أسباب، ومن بينها الضغط النفسي الذي يمكن أن يؤثر على رغبتهم في القراءة. فالأطفال الذين يعانون من ضغوط نفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب قد لا يكونون مهتمين بالقراءة والمطالعة. فقد يكون لديهم صعوبة في التركيز خلال القراءة ويشعرون بالملل منها، ما يؤدي إلى إبعادهم عن هذا النشاط المفيد.

ويمكن أن يؤدي الضغط النفسي أيضًا إلى عدم قدرة الأطفال على تحمل المزيد من المسؤوليات التعليمية. فعندما يشعر الطفل بالضغوط والتوتر، يمكن أن يفكر في القراءة كمهمة إضافية لا تستطيع التعامل معها في الوقت الحالي، مما يؤدي إلى الاستغناء عنها بشكل يومي.

إن التعامل مع الضغط النفسي عند الأطفال بشكل صحيح قد يساعدهم على استعادة شغفهم بالقراءة. وفي هذا الصدد، يمكن تخفيف الضغط النفسي عن طريق اللعب وممارسة الرياضة والمشاركة في أنشطة ممتعة. كما يمكن تحفيز الأطفال على القراءة عن طريق التركيز على رغباتهم واهتماماتهم، وتقديم الكتب والمواد القرائية الشيقة التي تلبي متطلباتهم الذهنية.

Advertisements

لذلك، يجب على الأهل والمعلمين إعطاء الأطفال الوقت والمساحة اللازمة لتجربة القراءة بشكل فريد وممتع. ويجب أن يتم تشجيع الأطفال على قراءة المواد التي تثير اهتمامهم وتشغل فضولهم، وعلينا جميعًا العمل معًا لتحفيز الأطفال على قراءة المزيد والاستمتاع بهذا النشاط المفيد.

تأثير لغة الكتاب على عزوف الأطفال عن القراءة

تعدّ القراءة من أهم الوسائل التي تساعد الأطفال على اكتساب المعرفة والتعلُّم، لكنّ بعض الأطفال يعانون من عدم الاهتمام بهذه العادة الرائعة. ومن بين العديد من الأسباب التي تؤدي إلى عزوف الأطفال عن القراءة، تأثير لغة الكتاب يأتي في مقدّمة الأسباب. فعدم معرفة الأطفال باللغة الأم للكتاب وكونها لغة غريبة، يمكن أن يشعروا بالتحدي أمامه، وبذلك يصبح الأمر أكثر صعوبة.

علاوة على ذلك، يمكن أن تتأثر متعة القراءة بواسطة لغة الكتاب. فالكثير من الأطفال يجدون صعوبة في فهم أسلوب الكتابة والتعبير الذي يستخدمه الكتّاب في الكتب بلغتهم الأجنبية. ولذلك يفقد الطفل نوعًا من المتعة التي يجب أن تلي المطالعة.

إضافة إلى ذلك، يمكن أيضًا أن يساهم تأثير لغة الكتاب في شكل عام على عزوف الأطفال عن القراءة، إذ إن كثرة الأخطاء الإملائية وعدم الانسيابية في الكتب التي تتضمن لغة غريبة، يمكن أن تؤدي إلى شعور الأطفال بالضيق والتحدي في القراءة، وبذلك يقلّ مشوارهم في هذه العادة الهامة.

Advertisements

ولمواجهة هذه العقبات والتخلص من تأثير لغة الكتاب على الأطفال، يمكن للآباء والمعلمين أن يقوموا باختيار الكتب التي تستخدم لغة بسيطة وسهلة الفهم، وتضمن نسق متسق في العبارات والكلمات. وبذلك يمكن تعزيز محبّة الأطفال للقراءة، واكتشافهم لجوانب جديدة من الثقافة المختلفة التي تعرض لهم من خلال القراءة

النظام الأسري وتأثيره على الرغبة في القراءة

يعتبر العزوف عن القراءة مشكلة حقيقية تواجه الأطفال في مجتمعاتنا، حيث ينتشر هذا العزوف في جميع الأعمار والأطياف، ويعتمد على عدة أسباب. أحد هذه الأسباب هو النظام الأسري وتأثيره على الرغبة في القراءة. يؤثر النظام الأسري بشكل كبير على عملية تكوين الشخصية وتطوير الأطفال، ويشكل البيت بيئةً هامة للأطفال لتعلم القراءة وأساليبها. لذلك، إذا كان الأطفال يشعرون بالإهمال من الأبوين أو المربين، أو إذا تم تركهم وحدهم دائمًا في وقت الفراغ، فإنها قد تؤدي إلى عدم الرغبة في القراءة والمطالعة.

علاوة على ذلك، يتلقى الأطفال تصوراتهم وأفكارهم من خلال التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تشكيل توقعات واهتمامات مختلفة تجاه القراءة. لذلك، إذا لم يكن الأبوين أو المربين مهتمين بالقراءة، فإن الأطفال قد يقلدون هذا السلوك.

علاوة على ذلك، قد يُتعرض الأطفال لمحيط عاطفي مُتقلب بسبب النظام الأسري، وبالتالي قد ينتهي بهم الأمر إلى الاهتمام بالأشياء الأخرى التي تبدو أكثر إثارةً للاهتمام. فالأطفال يسعون لتلبية حاجاتهم ورغباتهم، وإذا لم يجدوا هذا في القراءة، فلن يشعروا بالرضا عنها.

Advertisements

لتشجيع الأطفال على القراءة، يجب على الأسرة تحفيز الأطفال وتعزيز ثقتهم بالنفس، وإهدائهم الكثير من الوقت والاهتمام، والاعتراف بقدراتهم وإشراكهم في النقاشات والأنشطة التي تتعلق بالكتب والمجلات. كما يجب أيضًا تشجيع الأطفال على اختيار الكتب والمواضيع التي تلبي اهتماماتهم وتحفزهم.

من الواضح أن النظام الأسري يؤثر بشكل كبير على الرغبة في القراءة، ويجب على الأسر تحسين هذا النظام لتحفيز الأطفال على القراءة والاهتمام بها. فالقراءة تعتبر وسيلةً هامةً لتنمية مهارات الأطفال وتطويرها، كما أنها تفتح لهم الأبواب على عالمٍ مختلف من المعرفة والثقافة والتراث.

السابق
تاريخ مهرجان الجنادرية | الفعاليات والأنشطة المقدمة في المهرجان
التالي
مميزات النظرية البراجماتية |  مفهوم النظرية البراجماتية ومميزاتها