الناس والمجتمع

أسباب العزوف عن القراءة في الوطن العربي | لماذا لا توجد ثقافة القراءة

أسباب العزوف عن القراءة في الوطن العربي,

أسباب العزوف عن القراءة في الوطن العربي, تعتبر القراءة من أهم العمليات الفكرية التي تساهم في تنمية الفرد وتطوره العقلي، ومع ذلك، فإن الكثير من الناس في الوطن العربي يعانون من عزوف عن القراءة. وتكمن أسباب هذا العزوف في عدة عوامل، فما هي هذه العوامل؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟ سوف نتحدث في مقال أسباب العزوف عن القراءة في الوطن العربي عن أسباب العزوف عن القراءة في الوطن العربي.

توفر وسائل الاتصال المعاصرة

يعتبر توفر وسائل الاتصال المعاصرة من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى العزوف عن القراءة في الوطن العربي، فبفضل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، يمكن للناس الوصول بسهولة إلى المعلومات التي يرغبون في الحصول عليها، مما يخفض من أهمية القراءة ويقلل من الاهتمام بها. ولكن يجب الإشارة إلى أن تلك الأدوات لا تعوض قيمة القراءة وفوائدها العديدة من تنمية المعرفة والفكر وتحسين اللغة والنطق والتفكير النقدي. وبالتالي يجب العمل على تحفيز المجتمعات على القراءة عبر توفير الكتب والمصادر الثقافية اللازمة وتشجيع الأفراد على القراءة و تعريفهم بفوائدها المختلفة.

عدم وجود ثقافة القراءة

تعدّ ثقافة القراءة جزءًا أساسيًا من التربية الأسرية والتعليمية، ولكنها تواجه تحديات كثيرة في المجتمعات العربية. فنجد عدم وجود الثقافة القرائية على نطاق واسع يساهم في تراجع القراءة، حيث لا يتعرف الأفراد على قيمة القراءة ودورها في تطوير الفرد والمجتمع. وتؤثر هذه الظاهرة على جميع الأعمار و خاصة الأطفال والشباب. لذا يحتاج المجتمع العربي لخلاصة الثقافة القرائية بصورة جادة وعاجلة، والاتجاه نحو القراءة بدلاً من استخدام الوقت في الأنشطة الترفيهية المختلفة. يجب تشجيع الأطفال خلال السنوات الأولى من عمرهم على القراءة، وتوفير الموارد القرائية المناسبة لهم، كما يجب على المعلمين والأهالي تعزيز ثقافة القراءة و تحفيز الأطفال على الاستمرار في هذه العادة القيمة.

قلة عدد الكتب المتوفرة

تعاني القراءة في الوطن العربي من قلة عدد الكتب المتوفرة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن يتم نشر 6500 كتاب سنوياً في العالم العربي مقارنة بما يصل إلى 100000 كتاب في الولايات المتحدة الأمريكية. ويعتبر هذا الأمر أحد العوامل الهامة للعزوف عن القراءة، فكثير من الأشخاص يريدون قراءة كتب محددة ولكنها غير متوفرة في الأسواق المحلية، كما أنه يمكن أن يؤدي هذا النقص في الكتب المتوفرة إلى قلة الاهتمام بالقراءة من قبل الناس عموماً. وتحتاج الحكومات والمؤسسات الثقافية إلى اهتمام أكبر بتوفير الكتب وترجمتها وتوزيعها في المناطق النائية والأقل حظاً لتشجيع الناس على القراءة وزيادة الوعي الثقافي في المجتمع.

Advertisements

ضعف نوعية المحتوى المقروء

يعدّ ضعف نوعية المحتوى المقروء من الأسباب الهامة لعزوف العرب عن القراءة، إذ يبحث البعض عن محتوى يحمل الجودة والتحليل العميق، ولا يجدون ما يرضيهم. ورغم تزايد عدد الكتب الموجودة بالأسواق، فإنّ العديد منها يعتبر ترفيهياً فارغاً، ولا يوفّر المحتوى العلمي والثقافي الذي يسعى إليه البعض. وتحتاج هذه المشكلة إلى حلول، يجب على الناشرين والكتاب العرب العمل على تطوير نوعية الكتب التي ينتجونها وتقديم محتوى يلبي احتياجات المثقفين والأكثر تحليلاً. وعليهم العمل على تحسين مستوى القراءة في العالم العربي واستعادة المكانة الرائدة التي احتلها العراقيون وغيرهم في التاريخ القديم.

حالة الفقر والتشرد

تؤثر حالة الفقر والتشرد على العديد من الأفراد في الوطن العربي، وهو ما يؤدي إلى عزوفهم عن القراءة. فالفقر يعتبر عائقًا أمام الوصول إلى الكتب والمواد الثقافية، كما أنه يجعل الأفراد يشغلون أنفسهم بالتفكير في كيفية تأمين متطلباتهم الأساسية من الطعام والشراب والسكن، وليس لديهم الوقت الكافي لممارسة القراءة. بالإضافة إلى ذلك، فإن حالة الفقر تحرم الأفراد من الحصول على تعليم جيد، وبالتالي يفتقدون إلى المهارات التي تساعدهم على القراءة والتفكير النقدي. وبالتالي، يصبح العزوف عن القراءة تحديًا أكبر للأفراد المتضررين من الفقر والتشرد في المجتمع.

قلة التحفيز والتشجيع من الأسرة

يعدّ قلّة التحفيز والتشجيع من أحد أسباب العزوف عن القراءة في الوطن العربي. ففي المجتمعات التي لا يعرف أفرادها قيمة العلم والمعرفة ومدى أهمية القراءة، يصعب عليهم تشجيع أطفالهم على القراءة وتنمية حبهم لها. كما أنّ عدم توفر الكتب المناسبة في المنزل وعدم المساهمة في إثراء مكتبة المنزل بالكتب والمواد الثقافية يؤدي إلى عدم شغف الأطفال بالقراءة. لذلك، يجب أن تعمل الأسر على تشجيع أطفالها على القراءة وتوفير الكتب والمواد الثقافية المناسبة لهم. ومن الأفضل أن يشغل الأهل أنفسهم بالقراءة ومشاركة أطفالهم في هذا الهواية؛ إذ يعد ذلك أحد أهم الوسائل لتحفيز الأطفال إلى القراءة وتنمية حبهم لها.

تعدد الأنشطة الترفيهية

يشهد الوطن العربي انتشاراً كبيراً للأنشطة الترفيهية مثل متابعة الأفلام والمسلسلات والألعاب الإلكترونية، وهذا يعتبر سبباً كبيراً للعزوف عن القراءة. فبدلاً من قراءة كتاب مفيد أو رواية شيقة، يفضل البعض الانخراط في هذه الأنشطة الأخرى التي تشغل وقتهم وتلبي احتياجاتهم الترفيهية. وتزداد هذه الظاهرة مع تطور تكنولوجيا الاتصالات وانتشار الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يمكن الحصول على تلك الأنشطة بشكل سهل وميسر. وعلى الرغم من أن الأنشطة الترفيهية لها أهميتها في حياة الفرد، إلا أن القراءة لها أيضاً أهميتها الكبيرة في تنمية الذات واكتساب المعرفة والثقافة. لذلك يجب على المجتمع أن يعمل على تحفيز الناس على القراءة وجعلها جزءًا من أسلوب حياتهم.

Advertisements

عدم ضرورة القراءة في بعض المهن

تعتبر عدم ضرورة القراءة في بعض المهن من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى عزوف الناس عن القراءة، حيث يرون في هذه المهن أن القراءة ليست ذات فائدة. فعلى سبيل المثال، في بعض المهن اليدوية قد لا يرى العاملون الحاجة إلى القراءة، وهذا يشير إلى نقص التوعية حول أهمية القراءة لكل فرد. ويؤدي ذلك إلى تراجع القدرة على الانتباه والتركيز لبعض الأفراد، وبالتالي ينعكس سلباً على مستوى تعليمهم وتطورهم الشخصي والمهني. لذلك يلزم تعزيز الوعي بأهمية القراءة حتى في المهن غير العلمية، وتشجيع الموظفين والعاملين على ممارستها كمهارة حياتية أساسية لنمو وتطور الفرد والمجتمع.

صعوبة الوصول إلى المكتبات والمؤسسات الثقافية

يواجه الكثيرون في الوطن العربي صعوبة في الوصول إلى المكتبات والمؤسسات الثقافية، مما يشجعهم على الانسحاب من القراءة. فالكثير من الدوائر الثقافية تعاني من قلة الموارد والدعم المادي، مما يجعل الكتب والمجلات الثقافية غير متوفرة في الأسواق ومكتبات القراءة. ولتحفيز ممارسة القراءة، يجب تسهيل الوصول إلى الكتب والمجلات الثقافية. ويمكن تنظيم حملات توزيع الكتب مجاناً، وتحفيز الدور المتخصصة في توفير الكتب بأسعار معقولة وإطلاق مكتبات داخل المدارس والجامعات. كما ينبغي علينا العمل على تشجيع الكتابة ونشر الثقافة عبر وسائل الإعلام الرقمي، فهذا يساهم في تحرير الكتب من القيود المادية والمكانية.

ضعف القدرة على التركيز والانتباه

تُعتبر ضعف القدرة على التركيز والانتباه من أبرز أسباب العزوف عن القراءة في الوطن العربي، وذلك يعود إلى انشغال الأفراد بالعديد من المصادر التي تشتت انتباههم وتفوق على الكتب والمطبوعات. كما يؤثر الإعلام المرئي والمسموع بشكل كبير في تشتيت الانتباه وتحريف رؤى وأفكار المتلقين، مما يتطلب تركيزًا أكبر ومجهودًا أعلى لمواجهة هذه الآثار السلبية. ولا ينبغي أن ننسى أن البعض يعاني من صعوبة في التركيز، وقد يكون ذلك نتيجة لبعض الأسباب الطبية والنفسية. لذلك، ينصح بضرورة زيادة الوعي حول أهمية القراءة والتدرج فيها بشكل تدريجي، وتجنب الإدمان الإعلامي، والتخلص من التشويش في البيئة المحيطة.

Advertisements
السابق
جامعة إدنبرة (جامعة بحثية رائدة في بريطانيا)
التالي
الفرق بين المناقصة العامة والمحدودة | اليك الفرق بينهما